responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 289

من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض». ثُمّ نادى (ص) بأعلى صوته : «ألست أولى بكم من أنفسكم؟». قالوا : اللهمّ بلى. فقال ـ وقد أخذ بعضدي علي (ع) فرفعهما حتّى بان بياض أبطيهما ـ : «فمَن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، اللهمّ وال مَن والاه وعادِ مَن عاداه ، وانصر مَن نصره واخذل مَن خذله». ثُمّ نزل فصلّى ركعتين ، ثُمّ زالت الشّمس فصلّى بهم الظّهر وجلس في خيمته ، وأمر عليّاً (ع) أنْ يجلس في خيمة له بازائه ، ثُمّ أمر المُسلمين أنْ يدخلوا عليه فيهنئوه ويسلّموا عليه بامرة المؤمنين ، ثُمّ أمر أزواجه ونساء المسلمين بذلك. وقال له بعض الصّحابة : بخ بخ لك يا علي ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. وانزل الله تعالى عليه في ذلك المكان : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) وجاء حسان بن ثابت ـ شاعر النّبي (ص) ـ فاستأذنه أنْ يقول في ذلك شعراً فأذن له ، فوقف على مكان مرتفع ، وقال :

يُناديهمُ يومَ الغدير نبيُّهمْ

بخمٍّ وأسمعْ بالنّبيِّ مُناديا

فقال فمَن مولاكمُ ووليُّكمْ

فقالوا ولمْ يُبدوا هناك التعاميا

إلهُك مولانا وأنت وليُّنا

ولنْ تجدنْ منّا لك اليوم عاصيا

فقال له قُمْ يا عليُّ فإنّني

رضيتُك من بعدي إماماً وهاديا

فمَن كنت مولاه فهذا وليُّهُ

فكونوا له أتباعَ صدقٍ مواليا

هُناك دعا اللهمَّ والِ وليَّهُ

وكُنْ للذي عادى عليّاً مُعاديا

فهل درى رسول الله (ص) بما جرى على وصيّه وابن عمّه من بعده حتّى آل الأمر إلى أنْ تجرّأ عليه أشقى الأشقياء عبد الرّحمن بن ملجم المُرادي ، وضربه على رأسه في مُحرابه ، ضربة فلق بها هامته إلى موضع سجوده ، ضربة هدّمت أركان الدّين وفتّت في عضد المُسلمين ، وقرّحت قلوب المؤمنين ، وفرّحت قلوب المُنافقين؟!

يا لَقومٍ إذْ يقتلون عليّاً

وهو للمَحل بينهمُ قتّالُ

ويُسرّون بغضَهُ وهو لا تُقبلُ

إلاّ بحبّه الأعمالُ

ولَسبطينِ تابعيه فمسمو مٌ

عليه ثرى البقيعِ يُهالُ

وشهيدٍ بالطّفِّ أبكى السّماوا

تِ وكادت له تزول الجبالُ

يا غليلي له وقد حُرّمَ الما ءُ

عليه وهو الشّراب الحلالُ

قُطعتْ وُصلة النّبيِّ بأنْ تُقطعَ

من آل بيته الأوصالُ

نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست