نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 267
المجلس السّادس والعشرون بعد
المئة
لمّا كانت غزاة حنين ، وذلك بعد فتح
مكّة ، خرج رسول الله في عشرة آلاف ، وقيل في أثني عشر ألفاً ؛ ألفان ممّن أسلم
يوم الفتح ، وعشرة آلاف من أصحابه. فقال بعض أصحابه من المهاجرين : لن نغلب اليوم
من قلّة. فلمّا أتوا إلى وادي حنين ، وكان ذلك قبل الفجر ، وكان المشركون قد
سبقوهم إلى الوادي وكمنوا فيه ، حمل عليهم المشركون وانهزم المسلمون بأجمعهم ، ولم
يثبت مع النّبي غير عشرة أنفس ؛ تسعة من بني هاشم والعاشر أيمن بن اُمّ أيمن ،
فقُتل أيمن وثبتت التّسعة ؛ منهم العبّاس بن عبد المطّلب عن يمين رسول الله ،
وابنه الفضل عن يساره ، وأبو سفيان بن الحارث ممسك بسرجه عند نفور بغلته ، وأمير
المؤمنين (ع) بين يديه يضرب بالسّيف ، والباقون حوله ، وذلك قوله تعالى : (وَيَوْمَ
حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً
وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمّ وَلّيْتُم مُدْبِرِينَ * ثُمّ
أَنْزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) : يعني عليّاً (ع) ومَن ثبت معه من بني
هاشم. وأمر النّبي عمّه العبّاس ـ وكان صيتاً جهورياً ـ أنْ يُنادي النّاس
ويذكّرهم العهد ، ففعل فلم يرجعوا ، ثُمّ نادى : أين ما عاهدتم الله عليه؟ فرجعوا
أولاً فأولا ، وأقبل رجل من هوازن يُسمّى أبا جرول على جمل له ، بيده راية في رأس
رمح طويل أمام النّاس ، إذا أدرك أحداً طعنه ، وإذا فاته النّاس رفع رايته لمن
وراءه من المشركين فاتبعوه ، فصمد له أمير المؤمنين (ع) فضرب عجز بعيره فصرعه ثُمّ
ضربه فقتله ، فكانت هزيمة المشركين بقتل أبي جرول. ولمّا رأى النّبي شدّة القتال ،
قام في ركابي سرجه حتّى أشرف على جماعة النّاس ، ثُمّ قال : «الآن حمي الوطيس» : أنا
النّبيُّ لا كذبْ أنا ابنُ عبدِ المطلبْ فما كان بأسرع من أنْ ولّى القوم على
أدبارهم ، ولحقهم المسلمون أمامهم علي (ع) ، يقتلون ويأسرن حتّى قتل علي (ع)
أربعين رجلاً. ومن هذه الشّجاعة ورث ولده الحسين (ع) ، وعلى نهجها نهج وفي سبيلها
درج ، فهو ابن رسول الله وابن بضعته.
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 267