responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 258

جعله جسراً على الخندق حتّى عبر عليه النّاس ، ثُمّ دحا به أذرعاً من الأرض. وقال ابن الأثير : فلمّا دنا علي (ع) من الحصن ، خرج إليه أهله فقاتلهم ، فضربه يهودي فطرح ترسه من يده ، فتناول علي (ع) باباً كان عند الحصن فتترّس به عن نفسه ، فلم يزل يُقاتل حتّى فتح الله على يده ثُمّ ألقاه من يده. قال أبو رافع مولى رسول الله (ص) : فلقد رأيتني في سبعة نفر أنا ثامنهم نجهد أنْ نقلب ذلك الباب فما نقلبه. وأسر أميرالمؤمنين (ع) صفية بنت حيي بن أخطب وامرأة معها ، وأرسلهما مع بلال إلى رسول الله (ص) ، فمرّ بهما بلال على قتلى اليهود ، فلمّا رأتهم التي مع صفية ، صرخت وصكّت وجهها وحثت التّراب على رأسها ، فقال رسول الله لبلال : «أنزعت منك الرّحمة؟ جئت بهما على قتلاهما!». ما هان على رسول الله أنْ يمرّ بلال بامرأتين يهوديتين على قتلاهما ، وأهل الكوفة مرّوا ببنات رسول الله يوم كربلاء على مصارع الشّهداء! فلمّا نظر النّسوة إلى الحسين (ع) وأصحابه مطروحين على الرّمضاء ، صحن وضربن وجوههنّ. قال الرّاوي : فوالله ، لا أنسى زينب بنت علي وهي تندب الحسين (ع) وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب : يا محمّداه! صلّى عليك مليك السّما ، هذا حُسينك مرمّل بالدّما ، مقطّع الأعضا. ومحمّداه! بناتك سبايا ، وذرّيّتك مُقتّلة تسفي عليهم ريح الصّبا ، وهذا حسين محزوز الرّأس من القفا ، مسلوب العمامة والرّدا. بأبي مَن لا هو غائب فيُرتجى ولا جريح فيداوى ، بأبي المهموم حتّى قضى ، بأبي العطشان حتّى مضى ، بأبي من شيبته تقطر بالدّما. فأبكت والله ، كلّ عدوٍّ وصديق.

إنْ تنعَ أعطت كلَّ قلبٍ حسرةً

أو تدعُ صدّعت الجبال الميّدا

عبراتُها تُحيي الثّرى لو لم تكنْ

زفراتُها تدَعُ الرّياض همودا

نادتْ فقطّعت القلوب بشجوها

لكنّما انتظم البيانُ فريدا

إنسانُ عيني يا حسينُ أخي أيا

أملي وعقد جماني المنضودا

مالي دعوتُ فلا تجيب ولم تكنْ

عوّدتني من قبل ذاك صدودا

نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست