نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 251
عبد ود ، فارس يليل»
: وهو اسم وادٍ كانت له فيه وقعة مشهورة. فقال : «وأنا علي بن أبي طالب». فجعل
عمرو يجول بفرسه مقبلاً ومدبراً ، وجاءت عظماء الأحزاب فوقفت من وراء الخندق ومدّت
أعناقها تنظر ، فلمّا رأى عمرو أنّ أحداً لا يجيبه ، قال :
ولقد بُححت من النّدا
ء بجمعكمْ هل من مبارزْ
ووقفت مُذ جبُن المشيعُ
موقف القرن المناجزْ
إنّي كذلك لم أزلْ
متسرعاً نحو الهزاهزْ
إنّ الشّجاعة في الفتى
والجودَ من خيَر الغرائزْ
فقام علي (ع) وقال : «يا رسول الله ،
ائذن لي في مبارزته». فأذن له ثُمّ قال : «إدن منّي يا علي». فدنا منه ، فنزع
عمامته وعمّمه بها ودفع إليه سيفه ذا الفقار ، وقال : «اللهمَّ ، احفظه من بين
يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله ، ومن فوقه ومن تحته». ومازال رافعاً يديه
ورأسه نحو السّماء داعياً ربّه ، قائلاً : «اللهمَّ ، إنّك أخذت منّي عبيدة يوم
بدر ، وحمزة يوم اُحد ، فاحفظ عليَّ اليوم عليّاً. رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْدًا
وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ». وقال : «برز الإيمان كلُّه إلى الشّرك كلِّه». فمرّ
أمير المؤمنين (ع) يهرول في مشيه ، وهو يقول مجيباً لعمرو :
لا تعجلنَّ فقدْ أتا
ك مجيبُ صوتك غير عاجزْ
ذو نيّةٍ وبصيرةٍ
يرجو بذاك نجاة فائزْ
إنّي لآملُ أنْ اُقيم
عليك نائحةَ الجنائزْ
من ضربةٍ فوهاءَ يبقى
ذكرها عند الهزاهز
فقال له عمرو : مَن أنت؟ قال : «أنا علي
بن أبي طالب». قال : إنّ أباك كان لي نديماً وصديقاً وأنا أكره أنْ اقتلك. قال علي
(ع) : «ولكنني اُحب أنْ أقتلك ما دمت آبياً للحقّ». فقال عمرو : يابن أخي ، إنّي
لأكره أنْ أقتل الرّجل الكريم مثلك ، فارجع وراءك خير لك. قال ابن أبي الحديد :
كان شيخنا أبو الخير يقول : والله ، ما أمره بالرّجوع ابقاءً عليه بل خوفاً منه ؛
فقد عرف قتلاه ببدر واُحد وعلم أنّه إنْ ناهضه قتله ، فاستحيا أنْ يظهر الفشل ،
فأظهر الإبقاء والرّعاء وأنّه لكاذب. وفي رواية أنّه قال : ما خاف ابن عمّك حين
بعثك إليّ أنْ أختطفك برمحي فاتركك شائلاً بين السّماء والأرض ، لا حيّاً ولا
ميتاً؟ فقال له علي (ع) : «قد علم ابن عمّي إنّك إنْ قتلتني فأنا في الجنّة وأنت
في النّار ، وإنْ قتلتك فأنت في النّار وأنا في الجنّة». فقال عمرو : وكلتاهما لك
تلك ، إذاً
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 251