نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 238
المجلس الرّابع عشر بعد
المئة
كان رجل يُسمّى أبا العاص بن الرّبيع ،
وكان من رجال مكّة المعدودين مالاً وأمانة وتجارة ، وكان ابن اُخت خديجة اُمّ
المؤمنين ، وزوّجه النّبي ابنته زينب قبل النّبوة ، وولد له منها بنت اسمها اُمامة
، وهي التي أوصت الزّهراء عليهاالسلام
أميرَ المؤمنين (ع) أنْ يتزوج بها بعدها ، فقالت في جملة ما أوصته به : «وأنْ
تتزوج بعدي بابنة اُختي اُمامة ؛ فإنّها تكون لولدي مثلي». فتزوج بها أمير
المؤمنين (ع) بعد وفاة الزّهراء عليهاالسلام
، فلمّا أكرم الله رسوله بالنّبوة ، آمنت به خديجة وبناته ومنهنّ زينب ، وبقي أبو
العاص مشركاً ، وكان الإسلام قد فرّق بينه وبين زينب إلاّ أنّ رسول الله كان لا
يقدر وهو بمكّة أنْ يُفرّق بينهما ، فلمّا دعا النّبي قومه إلى الإسلام ، باعدوه
وقالوا : إنّكم قد فرغتم محمّداً من همّه ؛ أخذتم عنه بناته فردّوهن عليه يشتغل
بهن. فقالوا لأبي العاص : فارق بنت محمّد ونحن نزوّجك أي امرأة شئت من قُريش. فقال
: لا اُفارقها وما اُحب أنّ لي بها امرأة من قُريش. فكان رسول الله إذا ذكره يُثني
عليه خيراً في صهره ، فلمّا هاجر رسول الله إلى المدينة ، بقيت زينب بنت رسول الله
بمكّة مع أبي العاص ، فلمّا سارت قُريش إلى بدر ، سار أبو العاص معهم فأُسر ،
فلمّا بعثت أهل مكّة في فداء اُساراهم ، بعثت زينب بنت رسول الله (ص) في فداء
زوجها أبي العاص بمال ، وكان فيما بعثت به قلادة كانت خديجة اُمّها ادخلتها بها
على أبي العاص ليلة زفافها عليه ، فلمّا رأى رسول الله (ص) قلادة ابنته زينب ، رقّ
لها رقّة شديدة ، وقال للمُسلمين : «إنْ رأيتم أنْ تطلقوا لها أسيرها وتردّوا
عليها ما بعثت به من الفداء ، فافعلوا». فقالوا : نعم يا رسول الله ، نفديك
بأنفسنا وأموالنا. فَردّوا عليها ما بعثت به وأطلقوا لها أبا العاص بغير فداء. أقول
: إذا كان رسول الله (ص) لمّا نظر إلى قلادة ابنته زينب ، رقّ لها رقّة شديدة ،
وهي لم تُسلب منها ولم تؤخذ قهراً ، بل أرسلتها طوعاً لفداء زوجها الذي هو أسير
عند أبيها رسول الله
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 238