responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 204

وجعلها عُمرة مُفردة ؛ لأنّه لم يتمكّن من إتمام الحجّ مخافة أنْ يُقبض عليه ، وجاءهُ محمّد بن الحنفيّة في الليلة التّي أراد الحسين (ع) الخروج في صبيحتها عن مكّة ، فقال له : يا أخي ، إنّ أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك ، وقد خفت أنْ يكون حالك كحال مَن مضى ، فإنْ رأيت أنْ تُقيم فإنّك أعزّ مَن بالحرم وأمنعه. فقال : «يا أخي ، قد خفتُ أنْ يغتالني يزيد بن مُعاوية في الحرم ، فأكون الذي يُستباح به حُرمة هذا البيت». فقال له ابن الحنفيّة : فإنْ خفت ذلك فصر إلى اليمن أو بعض نواحي البر ؛ فإنّك أمنع النّاس به ولا يقدر عليك أحد. فقال : «أنظر فيما قُلت». فلمّا كان السّحر ارتحل الحسين (ع) ، فبلغ ذلك ابن الحنفيّة فأخذ بزمام ناقته ، وقد ركبها ، فقال : يا أخي ، ألم تعدني النّظر فيما سألتُك؟ قال : «بلى». قال : فما حداك على الخروج عاجلاً؟ قال : «أتاني رسول الله (ص) بعد ما فارقتُك ، فقال : يا حُسين اخرج ، فإنّ الله شاء أنْ يراك قتيلاً». فقال محمّد بن الحنفيّة : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فما معنى حملُك هؤلاء النّسوة معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال؟ فقال : «إنّ الله شاء أنْ يراهُن سبايا» ؛ ولذلك كتب ابن عباس إلى يزيد بعد قتل الحسين (ع) : وما أنسَ من الأشياء فلست بناسٍ اطرداك حُسيناً من حرم رسول الله (ص) إلى حرم الله ، وتسييرك إليه الرّجال لقتله في الحرم ، فما زلت بذلك وعلى ذلك حتّى أشخصته من مكّة إلى العراق ، فخرج خائفاً يترقّب ، فزلزلت به خيلك ؛ عداوة منك لله ولرسوله ولأهل بيته الّذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً.

وقد انجلى عن مكّة وهو ابنها

وبه تشرّفت الحطيمُ وزمزمُ

لم يدرِ أين يريح بدن ركابهِ

فكأنّما المأوى عليه مُحرّمُ

وما اكتفى يزيد بهذا كُلّه ، بل إنّه هتك حرمة الله تعالى في الحرم ، وهدم الكعبة المشرّفة أيام حربه مع ابن الزّبير على يد الحُصين بن نمير ، فنصب على الكعبة العرادات والمجانيق ، وفرض على أصحابه عشرة آلاف صخرة كُلّ يوم يرمون بها الكعبة حتّى هدمها ؛ بغياً منه وعتوّاً على الله تعالى حتّى أخذه الله أخذ عزيز مُقتدر.

ألا يا بن هندٍ لا سقى الله تربةً

ثويت بمثواها ولا اخضرّ عودُها

أتسلبُ أثوابَ الخلافة هاشماً

وتطردُها عنها وأنت طريدُها

وما أنْ أرى يشفي الجرى غير دولةٍ

تُدين لها في الشّرق والغرب صيدُها

نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست