نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 16
المجلس الثالث
في كتاب (وفاء الوفا بأخبار دار
المصطفى) للسمهودي الشافعي ، عن علي (ع) قال : «زارنا النبي (ص) فبات عندنا ،
والحسن والحسين نائمان ، واستسقى الحسن ، فقام النبي (ص) وأخذ قربة لبناً ، فصبّ
منها في القدح ثمّ جعل يسقيه ، فتناول الحسين فمنعه وبدأ بالحسن ، فقالت فاطمة :
يا رسول الله ، كأنّه أحبّ إليك؟ قال : إنّما استسقى أولاً. ثمّ قال رسول الله (ص)
: إنّي وإيّاك وهذان وهذا الراقد (يعني عليّاً) يوم القيامة في مكان واحد». لمْ
يدع النبي (ص) فاطمة عليهاالسلام
أنْ تسقي الحسن (ع) لمّا استسقى ، بل قام وسقاه بنفسه ثمّ سقى الحسين (ع) ؛ وذلك
لأنّ الحسن طلب أولاً ، والماء لمَن طلب أولاً. بذلك ظهر مقدار كرامة الحسنَين عليهماالسلام عند النّبي (ص)
حتّى أنّه لمْ يدع اُمّهما تسقيهما حتّى سقاهما بنفسه. فليتك يا رسول الله حضرت
يوم كربلاء ، ورأيت ولدك الحسين (ع) ، وقد اشتدّ به العطش ، عندما منعه جيش بني
اُميّة من الماء وحالوا بينه وبين ماء الفرات ، وجعل يطلب شربة من الماء فلا يجد ،
وكلّما حمل بفرسه على الفرات ليشرب حملوا عليه حتّى أجلوه عنه ، فكنتَ تسقيه الماء
كما سقيته في بيت اُمّه بنفسك ، ولم تدع اُمّه تنوب عنك في ذلك! قال السمهودي :
وعن علي (ع) قال : «زارنا رسول الله (ص) ، فعملنا له خزيرة ـ وهي لحم يقطع صغاراً
ويصبّ عليه ماء كثير ، فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق ـ ، وأهدت لنا اُمّ أيمَن قعباً
من لبن وصحفة من تمر ، فأكل رسول الله (ص) وأكلنا معه ، ثمّ وضّأت رسول الله (ص) ـ
أي غسلت يديه ـ فمسح رأسه وجبهته ولحيته بيده ، ثمّ استقبل القبلة فدعا بما شاء
الله ، ثمّ أكبّ إلى الأرض بدموع غزيرة ، يفعل ذلك ثلاث مرّات ، فتهيبنا رسول الله
(ص) أنْ نسأله ، فوثب الحسين على ظهر رسول الله (ص) وبكى ، فقال له رسول الله (ص)
: بأبي واُمّي ، ما يُبكيك؟ قال : يا أبتِ ، رأيتك تصنع شيئاً ما رأيتك تصنع مثله!
فقال رسول الله (ص) : يا بُني ، سُررتُ بكم اليومَ سروراً لم اُسرّ بكم مثله قط ،
وأنّ حبيبي جبرائيل (ع) أتاني وأخبرني أنّكم قتلى وأنّ مصارعكم شتّى ؛ فأحزنني ذلك
ودعوت الله
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 16