نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 154
المجلس الخامس والسّبعون
لمّا جيء بسبايا أهل البيت عليهمالسلام إلى الكوفة ، خطبت
فاطمة الصغرى عليهاالسلام
فقالت : الحمد لله عدد الرمل والحصى وزنة العرش إلى الثرى ، أحمده واُؤمن به
وأتوكّل عليه ، وأشهد أنْ لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله وأنّ أولاده
ذُبِحوا بشطّ الفرات بغير ذحل ولا ترات. اللهمَّ ، إنّي أعوذ بك أنْ أفتري عليك
الكذب ، أو أنْ أقول عليك خلاف ما أنزلت عليه من أخذ العهود لوصيّة علي بن أبي
طالب (ع) ، المسلوب حقّه ، المقتول من غير ذنب كما قُتِل ولده بالأمس في بيت من
بيوت الله ، فيه معشر مسلمة بألسنتهم ، تعساً لرؤوسهم! ما دفعت عنه ضيماً في حياته
ولا عند مماته حتّى قبضته إليك محمود النّقيبة طيّب العريكة ، معروف المناقب مشهور
المذاهب ، لم تأخذه فيك اللهمَّ لومة لائم ولا عذلُ عاذل ، هديته اللهمَّ للإسلام
صغيراً ، وحمدت مناقبه كبيراً ، ولمْ يزل ناصحاً لك ولرسولك حتّى قبضته إليك
زاهداً في الدّنيا غير حريص عليها ، راغباً في الآخرة ، مجاهداً لك في سبيلك ،
رضيته فهديته إلى صراط مستقيم. أمّا بعد ، يا أهل المكر والغدر والخُيَلاء ، فإنّا
أهل بيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا ، فجعل بلاءنا حسناً ، وجعل علمه عندنا
وفهمه لدينا ، فنحن عَيبة علمه ووعاء فهمه وحكمته وحجّته على الأرض في بلاده
لعباده ، أكرمنا الله بكرامته وفضّلنا بنبيّه محمّد (ص) على كثير ممَّن خلق
تفضيلاً بيّناً ، فكذّبتمونا وكفرتمونا ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نهباً كما
قتلتم جدّنا بالأمس ، وسيوفُكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدّم ، قرّت لذلك
عيونكم وفرحت قلوبكم افتراءً على الله ومكراً مكرتم والله خير الماكرين. فلا
تدعونّكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا ونالت أيديكم من أموالنا ؛ فإنّ ما
أصابنا من المصائب الجليلة والرزء العظيم في كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا
إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ
وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ تبّاً
لكم فانتظروا اللعنة والعذاب ، فكأنّ قد حلّ بكم ، وتواترت من السّماء نقمات
فتسحتكم بما كسبتم ، ويذيق بعضكم بأس بعض ثمّ
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 154