نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 104
المجلس الثامن والأربعون
لمّا كانت ليلة العاشر من المحرّم ، جمع
الحسين أصحابه عند قرب المساء ، قال علي بن الحسين عليهماالسلام
: «فدنوت منه لأسمع ما يقول لهم ـ وأنا إذ ذاك مريض ـ فسمعت أبي يقول لأصحابه :
أثني على الله أحسن الثناء ، وأحمده على السرّاء والضرّاء. اللهمَّ ، إنّي أحمدك
على أنْ أكرمتنا بالنبوّة ، وعلّمتنا القرآن ، وفقّهتنا في الدّين ، وجعلت لنا
أسماعاً وأبصاراً وأفئدة ، فاجعلنا لك من الشاكرين. أمّا بعد ، فإنّي لا أعلم
أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي ،
فجزاكم الله عنّي خيراً ، ألا وإنّي لأظنّ يوماً لنا من هؤلاء القوم ، ألا وإنّي
قد أذنتُ لكم فانطلقوا جميعاً في حلّ ليس عليكم منّي ذمام ، وهذا الليل قد غشيكم
فاتّخذوه جملاً ، وليأخذ كلّ واحدٍ منكم بيد رجلٍ من أهل بيتي وتفرّقوا في سواد
هذا الليل ، وذروني وهؤلاء القوم ؛ فإنّهم لا يريدون غيري». فقال له إخوته وأبناؤه
وبنو أخيه وأبناء عبد الله بن جعفر : ولِم نفعل ذلك؟! لنبقى بعدك! لا أرانا الله
ذلك أبداً. بدأهم بهذا القول العبّاس بن أمير المؤمنين وأتبعه الجماعة عليه
فتكلّموا بمثله ونحوه. ثم نظر إلى بني عقيل فقال: «حسبُكم من القتل بصاحبكم مسلم ،
اذهبوا فقد أذنتُ لكم». قالوا : سبحان الله! فما يقول النّاس لنا وماذا نقول لهم؟!
إنّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ، ولمْ نرمِ معهم بسهم ، ولمْ
نطعن معهم برُمح ، ولمْ نضرب معهم بسيف ، ولا ندري ما صنعوا! لا والله ، ما نفعل ،
ولكنّا نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا ، ونُقاتل معك حتّى نرد موردك ، فقبّح الله
العيش بعدك. وقام إليه مسلم بن عوسجة الأسدي ، فقال : أنحن نخلّي عنك وقد أحاط بك
هذا العدوّ؟! وبِم نعتذر إلى الله في أداء حقّك؟! لا والله ، لا يراني الله أبداً
وأنا أفعل ذلك حتّى أكسر في صدورهم رمحي ، واُضاربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ،
ولو لمْ يكن معي سلاح اُقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ، ولمْ اُفارقك أو أموت معك.
وقام سعيد بن عبد الله الحنفي ، فقال : لا والله يابن رسول الله ، لا نخلّيك أبداً
حتّى يعلم الله أنّا حفظنا فيك وصيّة رسوله محمّد (ص)
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 104