دارم كما يظهر من كلام الذهبي في التذكرة والميزان ، اجتراء فاسد ، وافتراء
كاسد ، ومعلوم لكل من تتبع اقوال المخالفين انهم إذ رأوا رجلا فهم قد اعترف بالحق
والصواب يريونه تارة بالتشيع والرفض ، ومرة بالبهت والكذاب ، ولكن الحق حتى لا
يغري أهل شك ولا ارتياب.
ومن الخطوات
التي أتت على سيدتنا فاطمة الزهراء سلام الله عليها ، رد فدك وهو من الوقائع التي
تورب العجب العجاب فتحير عقول أولي الألباب.
وقال العلامة
سبط ابن الجوزي الحنفي في كتابه المسمى ـ مرآة الزمان ـ في الباب العاشر في طلب آل
رسول الله الميراث من ابواب مرض رسول الله (ص) في وقائع السنة الحادية عشر ما لفظه
: وقال علي ابن الحسين رضي الله عنهما : جائت فاطمة بنت رسول الله (ص) الى أبي بكر
وهو على المنبر فقالت : يا أبا بكر أفي كتاب الله أن ترث ابنتك ولا أرث أبي ، فاستعبر
أبو بكر باكيا ، ثم قال : باباي أبوك ، وباباي انت ، ثم نزل فكتب لها بفدك ، ودخل
عليه عمر فقال : ماهذا فقال : كتاب كتبته لفاطمة ميراثها من أبيها ، قال : فماذا
تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى ، ثم أخذ عمر رضي الله عنه ، الكتاب
فشقه [١].
وقال نور الدين
الحلبي [٢] في انسان العيون ، في المجلد الثالث منه عند ذكره دعوى فاطمة (ع) في أمر
فدك ما لفظه : وفي كلام سبط ابن الجوزي رحمه الله ، انه رضي الله عنه كتب لها بفدك
ودخل عليه عمر رضي الله عنه فقال : ماهذا فقال : كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من
أبيها ، فقال : ماذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى ، ثم أخذ عمر
الكتاب فشقه [٣].
[٢] نور الدين علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي المتوفى ١٠٤٤. كان واسع
العلم غاية في التحقيق ، عاد الفهم ، قوي الفكرة متحريا في الفتوى. خلاصة الأثر ٣
: ١٢٢. هدية العارفين ١ : ٧٥٥. ايضاح المكنون ٢ : ٤٩٧.