نام کتاب : أضواء على التقيّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 55
التقية
في سيرة الصحابة
بعد سبر أدلّة التقيّة الواضحة وسنة
يلزمنا ملاحظة جملة كلمات أعلام العامّة ومنقولاتهم من أن التقيّة بصورة شاملة
كانت موجودة في سيرة الصحابة وتصريحاتهم المفيدة لذلك ، ومن جملتها :
ما جاء في صحيح البخاري : من قوله :
(باب المداراة مع الناس ..) ويُذكر عن أبي الدرداء : ـ إنّا لنكشر [١]
في وجوه أقوام ، وإنّ قلوبنا لتلعنهم ..! [٢].
ويستفاد خصوصاً بكلمة (إنّا) المفيدة
للجمع ، وكلمة (نكشر) بصيغة المضارع المفيدة للاستمرار : أنّ هذه التقية كانت
لجميع الأصحاب ومستمرة فيهم ، وأبو الدرداء ممّن يشار إليه بالبنان من بين الصحابة
[٣].
٢ ـ ما في صحيح البخاري أيضاً : بسنده
عن أبي هريرة قال : حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعاءين ، فأمّا أحدهما
فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم [٤].
وقال القسطلاني في شرح كلام أبي هريرة
هذا ما نصّه : الوعاء الذي لم يبثثه : الأحاديث التي فيها أسامي أمراء السوء
وأحوالهم ، وزمنهم ، ولم يصرّح بهم خوفاً على نفسه.
وهل هذا إلّا التقيّة من أبي هريرة الذي
هو مقبول عند العامة [٥].
٣ ـ ما في كنز العمال : عن بجالة ، قال
: قلت لعمران بن الحصين : حدّثني عن أبغض
[٢] صحيح البخاري : ج
٧ ، كتاب الأدب ، ص ١٣٣ ، ب ٨٢.
[٣] لاحظ حاله في سير
أعلام النبلاء : ج ٢ ، ص ٣٣٥ ـ ٣٥٣ ، برقم ٦٨ ، واسد الغابة : ج ٦ ، ص ٩٧ ،
والاستيعاب : ج ٤ ، ص ١٦٤٦ .. وغيرها ، وهو : عويمر بن زيد بن قيس ، ويقال : عويمر
بن عامر .. وقيل غير ذلك.
[٤] صحيح البخاري : ج
١ ، ص ٤٨ ، كتاب العلم ، باب حفظ العلم ، ح ١٢٠.