زاخرة [١] ، وبدورها زاهرة. دولة ملك ترجى الركائب الى حرمه ، وتوحى
الرغائب من كرمه ، وتنزل المطالب بساحته ، وتستنزل الراحة من راحته ، قد بلغ نهاية
الاطوار ، وبلغ غاية الاطوار ، فهو قبلة الصلات ان لم يكن قبلة الصلاة ، وكعبة
المحتاج ان لم يكن كعبة الحجاج ، ومشعر الكرام ان لم يكن مشعر الحرام ، ومنى الضيف
ان لم يكن منى الخيف ، بابه غير مرتج [٢] عن كل مرتج ، ونوابه أي منهج لكل ذي منهج.
فهو للارزاق في
الخصب والجدب قاسم ، وللاعمار بالحرب والضرب قاصم ، فمنحه رغائب ومحنه غرائب ، قد
أصبح لحجم الكفر ماحياً ولحمي الايمان حامياً ، بهمته تعزل السماك الاعزل لسموها ،
وتجر على المجرة ذيل علوها ، همم لم يزل لسهام المعالي مقلا عراؤها لا ينام ، ولقد
أو طأتك ذروة مجد لا تسامى ورتبته لا تسام ، وفصلت هذه المساعي غير القول فضلت في
وصفها الافهام.
وكيف لا يكون
كذلك وهو ثمرة غصن شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء [٤] لدى العزيز الغفور ، زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم
تمسسه نار نور على نور [٥] ، فماذا عسى بمثلي أن يطري ويقول بعد مدح الله بهذه
الشجرة والرسول ، لكني أتبرك فأقول اجمالا واجلالا وان استلزم للقصور