نام کتاب : بحوث في المعراج نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 42
قال الشيخ الصدوق :
«السميع معناه أنه إذا وجد المسموع كان
له سامعاً ... ، والباري عزَّ إسمه سميع لذاته.
البصير معناه إنه إذا كانت المبصرات كان
لها مبصراً ... ، والله عز وجل بصير لذاته» [١].
وفًسِّر هنا بأنه هو السميع لأقوال محمد
صلى الله عليه وآله ، والبصير بفعاله ، فيُكرمه ويُقرِّبه.
وفُسِّر أيضاً بأنه هو السميع لأقوال
مَن صدَّق بذلك أو كذَّب ، والبصير بما فعل من الإسراء والمعراج.
فهذه الآية الشريفة صريحة في المعراج
النبوي ، ودليل على هذا الإعجاز الإلهي.
الآية الثانية :
قوله جلَّ جلاله في سورة الزخرف : الآية
٤٥ :
(واسأل مَن أرسلنا مِن
قبلك مِن رسلنا أجعلنا مِن دون الرحمن آلهة يُعبَدون).
وهذه الآية الشريفة ، وإن فسَّرها بعضٌ
بالسؤال من أهل الكتابَين أو مؤمنيهم ، إلا أنه يحتاج إلى تقدير وإضمار ؛ أي :
واسأل أمم من أرسلنا ، أو مؤمني أمم من أرسلنا. والتقدير خلاف القاعدة ، إلا أن
يقوم عليه دليل.
والتفسير المروي عن الفريقين ؛ الخاصة
والعامة ، هو أن الآية الشريفة بمعنى السؤال من نفس الرسل ـ كما هو ظاهر الآية ـ ،
وذلك في ليلة المعراج ، جُمع الأنبياء لرسول الله صلى الله عليه وآله ، فأُمِر
النبي صلى الله عليه وآله بالسؤال منهم.
وقد جاء هذا التفسير في أحاديث الفريقين
وبيان مفسريهم [٢].