المؤمنين اتراك أمنت
عقوبتي عاجلا وعقوبة اللّه اجلا ، ثم قال : يا عمار جرده من ثيابه ، ففعلت ما
امرني به مولاي ، فقام إليه وقال : والذي فلق الحبة وبرء النسمة لا يأخذ قصاص
المؤمن غيري ، ثم قرعه بالقضيب على كبده وقال اخس لعنك اللّه ، فقال الثقة الامين
عمار فرأيته واللّه قد مسخه اللّه سلحفاة ، ثم قال (ع) رزقك اللّه في كل اربعين
يوما شربة من الماء ومأواك القفار والبراري ، هذا جزاء من اعاد طرفه وقلبه وفرجه ،
ثم ولىّ وتلا (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين
فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين) أبيات له (ع) قال عمار : ثم
جعل عليه السلام يقول شعرا :
يقول قلبي لطرفي
أأنت كنت الدليلا
فقال طرفي لقلبي
أأنت كنت الرسولا
فقلت كفا جميعا
تركتماني قتيلا
روي عن المفضل بن عمر انه قال : سمعت
الصادق (ع) يقول : ان امير المؤمنين (ع) بلغه عن عمر بن الخطاب شيء ، فارسل سلمان وقال
له قل له ، بلغني عنك كيت وكيت وكرهت ان اعتب عليك في وجهك ، وينبغي ان لا تذكر
فيّ الا الحق فقد اغضيت على القذى الى ان يبلغ الكتاب اجله ، فنهض إليه سلمان وبلغه
ذلك وعاتبه ثم اخذ في ذكر مناقب امير المؤمنين (ع) ووصف فضله وبراهينه ، فقال عمر
بن الخطاب يا سلمان اكثرت من عجائب امير المؤمنين علي (ع) ولست