جعفر ميثم اركب
بعيرا وطف في شوارع الكوفة ومجالها ، وناد من اراد ان ينظر الى ما اعطى اللّه عليا
اخا رسول اللّه وبعل فاطمة وابن فاطمة ، من الفضل ما اودعه رسول اللّه (ص) من
العلم فليخرج الى النجف غدا ، فلما رجع ميثم فقال له امير المؤمنين (ع) يا ابا
جعفر ، خذ الاعرابي الى ضيافتك فغداة غد سيأتيك اللّه بالفرج ، فقال ابو جعفر ميثم
: فاخذت الاعرابي ومعه محمل فيه الميت ، وانزلته منزلي واخدمته اهلي ، فلما صلى
امير المؤمنين (ع) صلاة الفجر ، خرج وخرجت معه ولم يبق في الكوفة بر ولا فاجر الا وقد
خرج الى النجف ، ثم قال الامام (ع) ائت يا ابا جعفر بالاعرابي وصاحبه الميت وهو
راجل بجنب القبة التي فيها الميت فأت به النجف ، ثم قال امير المؤمنين (ع) جلت
نعمته ، يا اهل الكوفة قولوا فينا ما ترونه منا وارووا عنا ما تسمعونه منا ، ثم
قال (ع) ابرك يا اعرابي جملك ، ثم قال لتخرج صاحبك أنت وجماعة من المسلمين ، فقال
ميثم : فاخرج من التابوت عصب ديباج اصفر فاحل ، فاذا تحته عصب ديباج اخضر فاحل
فاذا تحته بدنة من اللؤلؤ فيها غلام ثم عذاره بذوائب كذوائب الحسنى فقال (ع) كم
لميتك هذا؟ فقال : احد واربعون يوما ، قال فما كان ميتته؟ فقال الاعرابي ، ان اهله
يريدون ان تحييه ليعلموا من قتله لانه بات سالما واصبح مذبوحا من اذنه الى اذنه ، فقال
(ع) ومن يطلب دمه؟ فقال خمسون رجلا من قومه يقصد بعضهم بعضا في طلب دمه ، فاكشف
الشك والريب يا اخا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب؛ فقال (ع) قتله عمه لانه زوجه