responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 199

الَّذِي لَا يُدْرِكُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ وَ لَا يَنَالُهُ غَوْصُ الْفِطَنِ‌[1] الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ وَ لَا نَعْتٌ مَوْجُودٌ وَ لَا وَقْتٌ مَعْدُودٌ وَ لَا أَجَلٌ مَمْدُودٌ[2] فَطَرَ الْخَلَائِقَ بِقُدْرَتِهِ وَ نَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ وَ وَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ‌[3] أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ وَ كَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ وَ كَمَالُ تَصْدِيقِهِ تَوْحِيدُهُ وَ كَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلَاصُ لَهُ وَ كَمَالُ الْإِخْلَاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ‌[4] لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ وَ شَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ فَمَنْ وَصَفَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ وَ مَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ وَ مَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ وَ مَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ‌[5] وَ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ وَ مَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ وَ مَنْ قَالَ فِيمَ فَقَدْ ضَمَّنَهُ وَ مَنْ قَالَ عَلَامَ فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ‌[6] كَائِنٌ لَا عَنْ حَدَثٍ مَوْجُودٌ لَا عَنْ عَدَمٍ مَعَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ لَا بِمُزَايَلَةٍ


[1] الهمم- جمع الهمة-: و هي العزم و الجزم الثابت الذي لا يعتريه فتور.

و النيل: الإصابة و الفطن جمع فطنة بالكسر-: و هي الحذق و جودة استعداد الذهن لتصور ما يريد عليه.

بعد الهمم علوها و تعلقها بالامور العالية أي: إنّ الهمم و إن علت و بعدت لا يمكن أن تدركه مهما حلقت في سماء المدارك العالية، كما أنّ الفطن الغائصة في بحار الأفكار هي الأخرى لا تصل إلى كنه حقيقته.

[2] حد الشي‌ء: منتهاه، و النعت: الصفة، و الأجل: المدة المضروبة للشي‌ء. أي ليس لصفاته الذاتية من القدرة، و الاختيار، و العلم، و الحياة، حد معين ينتهي إليه و يقف عنده كما هو الحال في الموجودات الممكنة فإنها جميعا لها حدّ تنقطع إليه و تقف عنده، كما أنّها لا تنعت بنعوت، و موجودة أي: زائدة متغيرة، فعلمه مثلا لا ينعت بالزيادة و النقصان- كما هو الحال بالنسبة لنا- و قدرته لا توصف بالقوة و الضعف بل هو منزه عن كلّ هذه النعوت و صفاته عين ذاته، كما أنّها أزلية فليس لها وقت معدود، و أبدية فليس لها أجل ممدود.

[3] فطر: خلق و النشر: البسط. و وتد- بالتخفيف و التشديد- ثبت. و الميدان- بفتح الميم و الياء- الحركة.

أي: سكن الأرض بعد اضطرابها و هي من قوله تعالى:« وَ الْجِبالَ أَوْتاداً» و قوله:« وَ أَلْقى‌ فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ»*.

[4] أول الدين معرفته أي أن معرفته سبحانه اساس الطاعة و العبادة، فما لم يعرف لا يمكن أن يطاع، و لا تتم معرفته، ما لم يذعن العبد و يحكم: بوجوب وجوده و لا يذعن و يحكم بوجوب وجوده ما لم يؤمن و يحكم له بالوحدانية، و أنّه لا شريك له في ذاته، لأنّ الواجب لا يتعدّد، ثمّ أن كمال هذا التوحيد يكون بالإخلاص له، و هو: اما جعله خاليا عن النقائص و سلب الجسمية و العرضية و أمثالها عنه، او الإخلاص له بالعمل و كما هذا الإخلاص هو: نفي الصفات الزائدة عنه تعالى فصفاته تعالى عين ذاته علمه، و قدرته، و إرادته، و حياته، و سمعه، و بصره، كلها موجودة بوجود ذاته الأحدية و ذاته جامعة و مستوعبة لها و هي عينها، و ليست هي على كثرتها و تعدّد معانيها و تغاير مفهوماتها زائدة على الذات خارجة عنها.

[5] أي: من وصف اللّه سبحانه بصفة زائدة على ذاته خارجة عنها،« فقد قرنه» بغيره في الوجود و من« قرنه» بغيره فقد صيّره ثانيا لقديمين يصدق عليهما:« واجب الوجود» و حينئذ يكون قد« جزأه» لأنّ كل واحد من القديمين جزء لذلك الواجب، و« من جزأه» فقد« جهله» اذ جعله في عداد الممكنات، و لم يعرف الوجود الواجب فهو لا يتعدّد و لا يتجزأ كما هو ثابت في علم الكلام.

[6] ضمنه: جعله محتويا عليه و أخلى منه: جعله خاليا منه.-« و من أشار إليه» سواء بالإشارة العقليّة كأنّ يجعل له حدا منطقيا مركبا من جنس و فصل، أو بالإشارة الحسية« فقد حدّه» و ذلك أنّ كل مشار إليه لا بدّ أن يكون في جهة ما، و كل ما هو في جهة فلا بدّ له من أطراف و أقطار هي حدوده و ينتهي عندها و« من» فعل ذلك و« حده»« فقد عده» في عداد الممكنات. و من قال« فيم» هو فقد جعله ضمن شي‌ء و من قال:« على م» هو فقد جعله مستعل على شي‌ء و غير مستعل على غيره و حينئذ يكون قد« أخلى منه» ذلك الغير.

نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست