نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 36
سعد : «أدركت الناس متوافرين حين أحرق عثمان المصاحف ، فأعجبهم ذلك ، وقال
: لم ينكر ذلك منهم أحد» ، وقال الإمام علي ـ كرم الله وجهه ـ لرجل كوفي عاب عثمان
بجمع الناس على المصحف ، «اسكت ، فمن ملأ منا فعل ذلك ، فلو وليت منه ما وليّ
عثمان لسلكت سبيله» [١].
ويقرر «نولدكه»
أن ذلك كله يعد أقوى دليل على أن النص القرآني على أحسن صورة من الكمال والمطابقة [٢] ، كما يؤكد «لوبلوا» أن القرآن هو اليوم الكتاب الرباني
الوحيد الذي ليس فيه أي تغيير [٣] ، وكان «سيروليم موير» قد أعلن من قبل : أن المصحف الذي
جمعه عثمان قد تواتر انتقاله من يد ليد حتى وصل إلينا بدون أي تحريف ، ولقد حفظ
بعناية شديدة بحيث لم يطرأ عليه أي تغيير يذكر ، بل نستطيع أن نقول إنه لم يطرأ
عليه أي تغيير على الإطلاق في النسخ التي لا حصر لها والمتداولة في البلاد
الإسلامية الواسعة ، فلم يوجد إلا قرآن واحد لجميع الفرق الإسلامية المتنازعة ،
وهذا الاستعمال الإجماعي لنفس النص المقبول من الجميع حتى اليوم يعد أكبر حجة
ودليل على صحة النص المنزل الموجود معنا [٤].
وهكذا يبدو
واضحا ـ من كل ما سبق ـ أنه ليس صحيحا ما يزعمه البعض من أن جمع القرآن قد تأخر
إلى عهد الخليفة عثمان بن عفان [٥] ،
[١] عبد الصبور شاهين
: تاريخ القرآن ص ١١٧ ، كتاب المصاحف ص ١٣ ـ ١٨ ، فضائل القرآن ص ٢٢ ـ ٢٣ ، تفسير
القرطبي ١ / ٥٢ ـ ٥٤ ، مقدمتان في علوم القرآن ص ٤٥ ـ ٤٦ ، ابن الاثير ٣ / ١١١ ـ ١١٢
، محمد أبو زهرة : القرآن ص ٤٤ ، مدخل الى القرآن الكريم ص ٤٩ ـ ٥٠