نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 311
(١) القصة في القرآن
الكريم
جاءت هذه القصة
في القرآن الكريم في سورة سبأ ، حيث يقول سبحانه وتعالى «لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ
فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ
رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ، فَأَعْرَضُوا
فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ
جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ،
ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ ، وَجَعَلْنا
بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا
فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ، فَقالُوا رَبَّنا
باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ
وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ
شَكُورٍ» [١].
والآيات
الكريمة تدل على أن القوم إنما كانوا في رغد من العيش ، تحيط بهم جنتان عن يمين
وشمال ، وكان من المنتظر أن يشكروا ربهم على هذه النعم الجزيلة ، والخيرات الكثيرة
، وذلك الرزق السهل المسير ، الذي لا يقتضي النصب ولا الكد ، غير أن القوم لم
يكونوا كذلك ، وإنما جحدوا نعمة ربهم ، ومن ثم فقد أرسل عليهم سبحانه وتعالى سيل
العرم [٢] ،
[٢] العرم : المسناة
التي تحبس الماء ، واحدها عرمة ، أو هو صفة للمسناة التي كانت لهم وليس باسم لها ،
وفي اللسان : عرم (العرم) بفتح الراء وكسرها ـ وكذا واحدها وهو العرمة ـ سد يعترض
به الوادي (والجمع عرم ، وقيل العرم : جمع لا واحد له) ، أو هو اسم الوادي الذي
كان يأتي السيل منه ، وبني السد فيه ، أو هو الصعب : من عرم الرجل فهو عارم وعرم
إذا شرس خلقه وصعب ، أو هو المطر الشديد ، أو السيل الذي لا يطاق ، أو هو اسم
للجرذ الذي نقب عليهم سدهم ، فصار سببا في تسلط السيل عليهم ، وهو الفأر الأعمى
الذي يقال له الخلد ، أو هو ماء أحمر أرسله الله تعالى في السد فشقه وهدمه ، أو هو
كل شيء حاجز بين شيئين وهو الذي يسمى السّكر : أو هو مطر يجتمع بين جبلين وفي وجهه
مسناة ، وهى التي يسميها أهل مصر الجسر ، فكانوا يفتحونها إذا شاءوا ، فإذا رويت
جناتهم
نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 311