نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 267
جنوب غرب فلسطين ـ ثلاثة أعوام ، حتى أجلاهم عنها [١] ، بل كيف يترك أحمس بقية منهم يقيمون دويلة ـ أو حتى
إمارة صغيرة ـ على تخوم دولته ، وهو الرجل الذي حدثتنا النصوص التاريخية من أيامه
، على أنه قد طارد الهكسوس حتى «زاهي» ، ومعنى هذا أنه لم يطهر مصر منهم فحسب بل
طهر كذلك فلسطين ولبنان ، ثم كيف سكت الفراعين على أيام الامبراطورية المصرية (١٥٧٥
ـ ١٠٨٧ ق. م.) على هذه الجيوب المعادية في جنوب الإمبراطورية على حدود فلسطين ـ أو
قل على حدود الإمبراطورية مباشرة ـ وفي منطقة تسيطر على طريق القوافل بين مصر
وجنوب شبه الجزيرة العربية ، وهي جد هامة.
وأما النحت
الذي تعلموه من مصر ، فلا أظن أن ذلك يستدعي اقامتهم في أرض الكنانة ، فوسائل
الاتصال بينهم وبين مصر جد كثيرة ، ولعلها قد تسربت عبر البحر الأحمر ضمن المؤثرات
المصرية في الحضارة العربية القديمة [٢]
وهناك فريق
ثالث يذهب إلى أن الثموديين عرب جنوبيون [٣] ، هاجروا إلى شمال غرب الجزيرة العربية ، كدأب كثير من
القبائل الجنوبية التي اشتهرت بكثرة تنقلاتها (٤) ، ولا أظن أن هذا الفريق من
المؤرخين المحدثين قد أصاب كثيرا في رأيه هذا ، لأن العادة أن يهاجر الناس من
[١] أنظر : نفس
المرجع السابق ، احمد فخري : مصر الفرعونية ص ٢٥٦ ـ ٢٥٧ وكذاG.
Steindorjf and K. Seele, When Egypt Ruled the East, P. ٢٣
[٢] أنظر مقالنا «العرب
وعلاقاتهم الدولية في العصور القديمة»
[٣] أنظرE. Glaser, Skizze der Geschichteumd Georgraphie Arabiens von den
altesten Zeiten biscum Propheten Muhammed, ٢, P. ٣٢١ F R. Dussaud, la
Penetration des Arabes en Syrie avant L\'Islam, P. ٢٣١ O. Blan, ZDMG, ٢٢, ٨٦٨١,
P. P. ٩٥٦
ـ ٣٧٦
نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 267