نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 258
بعيد عن «بئر برهوت» [١] ، التي اشتهرت في الجاهلية بأنها شر بئر في الأرض ،
ماؤها أسود ، ورائحتها كريهة ، حتى ذهب الخيال بالبعض إلى أنها موضع تتعذب فيه أرواح
الكافرين ، وأنها تقذف بألوان من الحمم ، يسمع لها أزيز راعب [٢] ، وهكذا نشأت قصة قبر هود ، وهكذا حيكت الروايات
الساذجة عن عذاب عاد [٣].
وهناك رواية
رابعة تذهب إلى أن النبي الكريم إنما دفن في فلسطين [٤] ، بينما تذهب رواية خامسة إلى أن هودا قد ذهب مع من آمن
به إلى مكة ـ وعددهم ثلاثة آلاف على زعم ، وأربعة على زعم آخر ـ وأنه أقام هناك ،
ودفن بالحجر من مكة ، فقبره إذن بمكة ، بجوار قبور ثمانية وتسعين نبيا [٥].
هذا ويقدم لنا
الأخباريون رواية ، مؤداها : أن وفدا من سبعين رجلا من عاد ، يذهب إلى مكة ليستسقي
لهم ، وأن هذا الوفد قد نزل عند معاوية بن بكر ـ وكان بظاهر مكة خارجا عن الحرم ـ وأنه
أقام عنده شهرا ، يشرب الرجال فيه الخمر ، وتغنيهم الجواري ، وأن معاوية حين رأى
طول مقامهم عنده ، أوعز إلى جاريته أن تغنيهم شعرا يذكرهم بمأساة قومهم ، وحين
فعلت الجاريتان تذكر القوم مهمتهم [٦].
[١] ياقوت ١ / ٤٠٥ ،
روح المعاني ٨ / ١٥٦ ، تاريخ حضرموت السياسي ١ / ٦٥
[٢] نفس المرجع
السابق ص ٦٧ ، ياقوت ٢ / ٢٧٠ ، لسان العرب ١ / ١٤٣ ، ٢ / ٣١٤ ، جواد على ١ / ٣١٢
[٣] أنظرVon Kramer ,Uber die Suedarabische Sage ,P.١٢ وكذا : صفة جزيرة العرب ص ٧٠