نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 251
الأنهار ، وأنه كتب إلى عماله ـ وكانوا فيما يصوره خيالهم في جميع ممالك
العالم ـ أن يجمعوا له ما في أرضهم من الذهب والفضة والدر والياقوت والمسك والعنبر
والزعفران ، فتوجهوا به إليه ، ثم استخرج غواصو الجواهر فجمعوا أمثال الجبال ،
وأنه أمر بالذهب فضرب أمثال اللبن ـ وكذا فعل بالفضة ـ ثم بنى المدينة بهما ، ثم
زين حيطانها بالدر والياقوت والزبرجد ، ثم جعل لها غرفا من فوقها غرف ، تعتمد على
أساطين من الزبرجد والياقوت ، ثم أجرى تحت المدينة واديا طليت حافته بالذهب الأحمر
، وجعل حصاه أنواع الجواهر ، وبنى في المدينة ثلاثمائة الف قصر ، وجعل على بابها
مصراعين من ذهب ، مفصصين بأنواع الياقوت ، وجعل ارتفاع البيوت في المدينة ثلاثمائة
ذراع ، وبنى خارج السور كما يدور ثلاثمائة ألف قنطرة بلبن الذهب لينزلها جنوده.
وأما مصير
المدينة بعد ذلك ، فموضع خلاف بين هؤلاء القصاصين ، فمنهم من يذهب إلى أنها طارت
بعد بنائها في السماء وأن بعض الناس يلمحونها وهي طائرة ، ومنهم من يذهب إلى أنه
لا يراها إلا من كتب الله له ذلك ، بل ويروي بعضهم أن رجلا يدعى «عبد الله بن
قلاية» رآها على أيام معاوية بن أبي سفيان (٤١ ـ ٦٠ ه) ، وأنه حمل إلى الخليفة
منها بعض الأحجار الصغيرة ، فضلا عن المسك والكافور واللؤلؤ ، غير أن هذه الأشياء
سرعان ما تحولت إلى تراب عند ما تعرضت للهواء ، ومن ثم فقد استدعى معاوية كعب
الأحبار ، وسأله عن خبر هذه المدينة ، فأجاب كعب على الفور ـ كعادته ـ أنها إرم
ذات العماد ، وسوف يدخلها رجل من المسلمين في زمانك ، أحمر أشقر قصير على حاجبه
خال ، وعلى عقبه خال ، يخرج في طلب إبل له ، ثم التفت فأبصر «ابن قلاية»
نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 251