نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 168
من نساء كثيرات ، فضلا عن الإماء والسراري [١] ، واقترن «رحبعام» بثماني عشرة امرأة ؛ وستين سرية ،
ولدن له ثمانية وعشرين ابنا وستين ابنة» [٢] وتزوج «أبيا» أربع عشرة امرأة وخلف اثنين وعشرين ابنا
وست عشرة بنتا [٣] ، وفاق سليمان جميع أقرانه ، إذ «كانت له سبع مائة من
النساء السيدات وثلاث مائة من السراري» [٤] ، وإذا ما عدنا إلى عصر الآباء الأوائل ـ كما يسمونه ـ فإننا
نجد أن الخليل نفسه يتبع هذا المبدأ ، فيجمع بين هاجر وسارة ، ثم بين قطورة وحجورة
، ثم ألم يجمع يعقوب ـ أبو الآباء ـ والذي حمل الإسرائيليون اسمه ، بين نساء أربعة
ـ بين راحيل وليئة وزلفة وبلهة ـ وكان منهن أبناؤه الاثنا عشر [٥] ، ثم ألم يجمع موسى ـ صاحب التوراة ـ بين صفورة ابنة
كاهن مدين ، وبين المرأة الكوشية التي ثار عليه أخواه من أجلها [٦].
وهكذا يبدو لنا
بوضوح أن مبدأ تعدد الزوجات ـ كما يقول جوستاف لوبون ـ كان شائعا كثيرا لدى بني
إسرائيل على الدوام ، وما كان القانون المدني أو الشرعي ليعارضه [٧] ، سواء أكان ذلك للأنبياء أو غير الأنبياء ، وسواء أكان
ذلك في عصر الآباء الأول أو عصر الملكية ، حتى حدده الربانيون بأربعة ، وان أطلقه
القراءون ، وأن التفسير الذي قدمه صاحب «الرسالة إلى أهل غلاطية» ، إنما يقدم
الصورة المسيحية ـ وليس اليهودية ـ للزواج ، وأنه لأمر مناف للعقل ـ فضلا عن
المنطق والدين ـ أن