نام کتاب : أوضاع المرأة المسلمة ودورها الإجتماعي من منظور إسلامي نویسنده : الجواهري، الشيخ حسن جلد : 1 صفحه : 39
نظرة الإسلام للمرأة
والتديّن
وإذا كانت المرأة مساوية للرجل في
الإنسانية ، فهي مدعوّة كالرجل إلى التديّن والالتزام بالشريعة ، فتطهر روحياً من
كلّ الأرجاس التي تلحق بالإنسان نتيجة عدم التزامه بالدين والطهارة الروحيّة.
فالقرآن الكريم قد أعطى للمرأة كامل
الاستقلال والحريّة في شؤونها والتزاماتها الدينية ، ولم يتحدّث عنها بصفتها تابعة
لأحد (زوجاً أو غيره) في اُمور الدين والعبادة.
فقبل الزواج تكون المرأة في بيت أبيها
وأُمّها ، وبعد الزواج تكون المرأة في بيت زوجها ، وهذان البيتان عبارة عن الجوّ
العائلي الذي تنتمي إليه المرأة وتعيش فيه ، وقد يؤثّر وينعكس على دين المرأة ، لذا
قال النبي صلىاللهعليهوآله
: «تزوّجوا في الشكاك ولا تزوجوهم ; لأنّ المرأة تأخذ من أدب الرجل ويقهرها على
دينه» [١].
إلاّ أنّ القرآن أراد من المرأة
الإنسانة أن تكون مستقلّة عن كلّ أحد في عقائدها ، ولم يقبل منها أيّ نوع من أنواع
التبعيّة للغير في أمر التديّن والطهارة الروحية والعقيدة ، وهذا ما نراه في قضية
آسية بنت مزاحم زوجة فرعون حيث قال تعالى : (وَضَرَبَ اللهُ
مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي
عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي
مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[٢].
[١] وسائل الشيعة ١٤
: باب ١١ من أبواب ما يحرم بالكفر ونحوه ، الحديث ٢.