الحمد لله الذي
رفع أقواما وخفض آخرين ، والصلاة والسّلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين
وعلى آله وأصحابه الذين نصب الله بهم الدين. وأضمر الكفر وأظهر كلمة الحق واليقين.
(أما بعد) فيقول الفقير الذليل لربه تعالى ، إسماعيل بن موسى
الحامدي المالكي : هذه عبارات شريفة ، ونكات ظريفة ، على شرح العالم الفاضل ،
والهمام الكامل ، الشيخ حسن الكفراوي ـ نسبة إلى بلدة كفر الشيخ حجازي بالقرب من
المحلة الكبرى ـ الشافعي الأزهري ، توفي رحمهالله سنة اثنتين بعد المائتين والألف ، في عشرين من شهر
شعبان ، وصلي عليه بالأزهر في مشهد حافل ، ودفن بتربة المجاورين ، على متن الإمام
الصنهاجي تحل مبانيه وتوضح معانيه ، وضعتها لنفسي ولمن هو قاصر مثلي ، والله أسأل
أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم ، وهو حسبي ونعم الوكيل فقلت وعلى الله اعتمادي :
قوله : (بسم الله الرّحمن الرّحيم) ابتدأ بها بدءا حقيقيا لقصد حصول البركة لجميع أجزاء
الكتاب ، والاقتداء بالقرآن ، والعمل بالروايات الآتية في كلامه. قوله : (الحمد لله) ابتدأ بها أيضا لكن بدءا إضافيا لما ورد «كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله
فهو أقطع» وعبر بالجملة الاسمية لدلالتها على الدوام ، وللاقتداء بالكتاب وإن كان
أصلها الجملة الفعلية ، لأن الأصل : «حمدت حمدا» فحذف الفعل مع فاعله ، ورفع
المصدر وأدخلت عليه أل وهذه الجملة إما خبرية لفظا إنشائية معنى لإنشاء الثناء
بالمضمون ، أعني استحقاق الله الحمد لذاته أو اختصاصه به ، وإما خبرية لفظا ومعنى
، جيء بها للإخبار بثبوت المحامد لله والإخبار بالحمد حمدا ، والحمد لغة
نام کتاب : شرح الكفراوي على متن الآجرومية بحاشية الحامدي نویسنده : الكفراوي، الشيخ حسن بن علي جلد : 1 صفحه : 31