ولا يلزم مع
غير (إيّا) ستر الفعل إلّا مع العطف ، مثل : (ناقَةَ اللهِ
وَسُقْياها)[١] أو التّكرار مثل : الضيغم الضيغم ؛ إذ العطف كبدل من
العامل ، والتكرار بمنزلة العطف. أمّا المفرد نحو : الأسد ، فستر فعله وإظهاره
جائز.
وشذّ تحذير
المتكلم ، كقوله : «إيّاي وأن يحذف أحدكم الأرنب [٢]». وأشدّ منه تحذير الغائب ، وإضافة (إيّا) إلى الظاهر
في
أبي إسحاق أجاز هذا
البيت في شعر :
فإياك إياك المراء فإنه
إلى الشر دعّاء وللشر جالب
كأنه قال : إياك ثم أضمر بعد إياك فعلا
آخر ، فقال : اتق المراء».
[١] سورة الشمس الآية
: ١٣. نصب (ناقة) على التحذير بفعل محذوف وجوبا ، تقديره : ذروا ، لأنه معطوف عليه
(وَسُقْياها).
[٢] هذا الأثر قطعة
من كلام عمر بن الخطاب رضياللهعنه
، يورد بعضه من استشهد به من النحاة ، وهو بتمامه : «ليذك لكم الأسل والرماح
والسهام ، وإياي وأن يحذف أحدكم الأرنب». كما يروى : «إياي وأن يحذف أحدكم الأرنب
بالعصا ، وليذكّ لكم الأسل والرماح». انظر سيبويه ١ / ١٣٨ وشرح الكافية الشافية
١٣٧٨ وابن الناظم ٢٣٦ وشرح التحفة ٣٢٧ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٩٢ والإيضاح لابن
الحاجب ١ / ٣٠٧ وشرح الكافية ١ / ١٨١ وأوضح المسالك ٥٤٤ والأشموني ٣ / ١٩١ والهمع
١ / ١٧٠.
وفي التهذيب للأزهري : «وقال عمر :
إياكم وحذف الأرنب بالعصا ، وليذكّ لكم الأسل والرماح والنبل». ١٣ / ٧٥.
وورد في الفائق في غريب الحديث ٣ / ٢٩٨
وغريب الحديث للهروي ٣ / ٣١٠ ، ٣١١ والطبقات الكبرى لابن سعد ٣ / ٣٢٣ ، ٣٢٤ وكنز
العمال ٩ / ٢٣٩ (٢٥٨٢٤) عن زر بن حبيش قال سمعت : عمر بن الخطاب يقول : «يا أيها
الناس هاجروا ولا تهجروا ، وليتق أحدكم الأرنب أن يحذفها بالعصا أو يرميها بالحجر
ثم يأكلها ، ولكن ليذل لكم الأسل الرماح والنبل».