قرأ ابن الوردي
شرح ابن الناظم لألفية والده قراءة تدقيق وتمحيص ، حتى أدرك ما فيها من قصور عن
الوفاء بشرح الألفية ، وما فيها من توسع لا يحتاج إليه طلاب العربية غير المتخصصين
في هذا الفن ، وقرأها عليه طلابه وعدد من أترابه من العلماء [١] ، فزادت معرفته بها ، وتعمقه فيها ، وسبر غورها حتى
استبان له ظاهرها وباطنها ، فرأى الحاجة ماسة إلى شرح للخلاصة الألفية يستكمل فيه
ما أغفله ابن الناظم ، ويختصر ما زاد فيه على مراد الناظم ، وما لا يحتاجه من يريد
الاكتفاء بحلّ الألفية ، وما اشتملت عليه من قضايا ومسائل نحوية وصرفية كافية لمن
يريد معرفة ما يغني حاجته من أبواب النحو ، ولذا اختصر شرحها بما يقارب ربع شرح
ابن الناظم ، كما يقول في المقدمة [٢] ، ولم يتبع طريق ابن الناظم في عرض البيت أو الأبيات ثم
تحليل مضمونها ، وإنما كما ذكرنا سابقا ، يشرح مضمون البيت أو الأبيات دون ذكرها.
ومع هذا فابن
الوردي استفاد من شرح ابن الناظم ، فاستخدم بعض تعريفاته ، وعباراته ، وأمثلته ،
مما سبقت الإشارة إلى شيء منه ، شأنه شأن غيره في استحسان كلام من سبق ، والتقى
معه أو أخذ منه أكثر شواهده منها تسعة (٩) شواهد لم يورها أحد ـ فيما اطلعت