ما هو مسند إليه في المعنى فهو الفاعل ، سواء كان اسما ظاهرا ، كقام زيد ،
أو ضميرا بارزا ، كالزيدان قاما ، وإن لم يظهر وجب كونه ضميرا مستترا في الفعل ،
كعمرو انطلق.
وإذا أسند
الفعل إلى الفاعل الظاهر وهو مثنى أو مجموع جرّد من الألف والواو والنون ، نحو :
فاز الشهيدان ، وفاز الشهداء.
ومن العرب [١] جاعلها حروفا دالّة على مجرّد التثنية والجمع مع
إسنادها إلى الظاهر ، فيقول : سعدا أخواك ، وسعدوا أخوتك ، وقمن الهندات ، ومثله :
أكلوني البراغيث. وقال صلىاللهعليهوسلم : «يتعاقبون فيكم ملائكة [٢]» وقال :
[١] نسبت هذه اللغة
إلى بني الحارث ، وفي الجني الداني ١٧١ إلى طيء وإلى أزد شنوءة ..
[٢] هذا قطعة من حديث
أورده البخاري في (كتاب مواقيت الصلاة ، باب فضل صلاة العصر) ١ / ١٠٥ ـ ١٠٦ عن أبي
هريرة. رضياللهعنه. قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «يتعاقبون فيكم
ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج
الذين باتوا فيكم ، فيسألهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي؟ فيقولون : تركناهم
وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون». وأخرجه النسائي في سننه (باب فضل صلاة الجماعة)
١ / ٢٤٠ عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم ٥ / ١٣٣ عن أبي هريرة أيضا ، وكلها بلفظ
البخاري في (فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما) وأخرجه مالك في الموطأ في (جامع
الصلاة) ١١٨ (٤١١). وأخرجه البخاري أيضا في (كتاب بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة) ٤
/ ٢١٣ من طريق شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضياللهعنه
، بلفظ : «الملائكة يتعاقبون ، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار».