ببلاد بصرى ، والخطابة
بدمشق ، ثمّ طلب لمنصب الوزارة فأيقظه الله تعالى وزهد في رياسات الدنيا ، وتزهّد
وانقطع.
وحجّ في هذه السنة
[٦٥٢] ولمّا رجع من الحجّ أقام بدمشق قليلا ، وسمع عليه فيها رسالة القشيري ، ثمّ
سافر إلى حلب فتوفّي بها في السابع والعشرين من رجب.
وترجم له ابن شاكر
في عيون التواريخ ٢٠ / ٧٨ بما مرّ.
وقال معاصره الآخر
بهاء الدين الأربلي ، المتوفّى سنة ٦٩٢ ، في كشف الغمّة ١ / ٥٣ طبعة المطبعة العلمية
ـ قم سنة ١٣٨١ ه : وكان شيخا مشهورا ، وفاضلا مذكورا ، أظنّه مات سنة ٦٥٤ ، وحاله
في ترفّعه وزهده وتركه وزارة الشام وانقطاعه ورفضه الدنيا حال معلومة ، قرب العهد
بها ، وفي انقطاعه عمل هذا الكتاب : مطالب السئول ، وكتاب الدائرة ، وكان شافعيّ
المذهب ، من أعيانهم ورؤسائهم.
وترجم له الذهبي
في سير أعلام النبلاء ٢٣ / ٢٩٣ ووصفه بالعلاّمة الأوحد ، وقال : برع في المذهب
وأصوله ، وشارك في فنون ، ولكنّه دخل في هذيان علم الحروف! وتزهّد ، وقد ترسّل عن
الملوك ، وولي وزارة دمشق يومين وتركها ، وكان ذا جلالة وحشمة ... قال التاج ابن
عساكر : وفي سنة ٦٤٨ خرج ابن طلحة عن جميع ما له من موجود ومماليك ودوابّ وملبوس ،
ولبس ثوبا قطنيا وتخفيفة ، وكان يسكن الأمينية فخرج منها واختفى ، وسببه أنّ
الناصر كتب تقليده بالوزارة ، فكتب هو إلى السلطان يعتذر ...
وترجم له السبكي
في طبقات الشافعية ٨ / ٦٣ ، وقال : تفقّه وبرع في المذهب ، وسمع الحديث بنيسابور
... وكان من صدور الناس ، ولي الوزارة بدمشق يومين وتركها ، وخرج عمّا يملكه من
ملبوس ومملوك