الساغرجي وابن
بلدجي ويوسف بن محمّد بن سرور الوكيل ، وكانت له صورة في تلك البلاد كبيرة ، ومنازله
في صدور التتار أثيرة ، تتضاءل النجوم لعلوّ قدره ، وتنكسف الشموس الضاحية لطلوع
بدره ، لا يصل أحد إلى لمس كمّه ، ولا يطمع القان الأعظم في اعتناقه وضمّه.
وممّا يؤيّد هذه
الدعوى ، ويحقّق هذه الرجوى ، أنّ القان غازان أسلم على يده ، وتبرّك بملاقاة جسده!
وأخبرني الشيخ شمس
الدين الذهبي ـ رحمهالله تعالى ـ قال : أنبأني الظهير ابن الكازروني ، قال : في سنة
٦٧١ اتّصلت ابنة علاء الدين ـ صاحب الديوان ـ بالشيخ صدر الدين أبي المجامع
إبراهيم بن الجويني ، وكان الصداق خمسة آلاف دينار ذهبا أحمر ، وللشيخ صدر الدين
مجاميع وتواليف ، وله إجازات من نجم الدين عبد الغفّار ، صاحب ( الحاوي ) ولم يزل
في تيّار عظمته الطافح ، وسيل وجاهته السافح ، إلى أن سكن في الرمس ، وذهب كأمس ، وتوفّي
رحمهالله تعالى خامس محرم سنة ٧٢٣ ، ومولده سنة بضع وأربعين وستّمائة.
وترجم له أيضا في
الوافي بالوفيات ٦ / ١٤١ بنحو من هذا وفيه : وعني بهذا الشأن [ الحديث ] جدّا ، وكتب وحصّل ، وكان مليح
الشكل ، جيّد القراءة ، ديّنا وقورا ، وعلى يده أسلم قازان ، وقدم الشام سنة خمس
وتسعين [ وستّمائة ] ، ثمّ حجّ سنة ٧٢١.
وترجم له ابن حجر
في الدرر الكامنة ١ / ٦٩ رقم ١٨١ ، وذكر بعض مشايخه وقال : وأكثر عن جماعة بالعراق
والشام والحجاز ، وخرّج لنفسه تساعيات ، وسمع بالحلّة وتبريز وبآمل طبرستان
والشوبك ( الشريك ) والقدس وكربلا وقزوين ومشهد علي وبغداد ، وله رحلة واسعة ، وعني
بهذا