فلما وافى موسى تلقاه أبوالحسن عليهالسلام
في قنطرة وصيف ، وهو
موضع يتلقى فيه القادمون ، فسلم عليه ووفاه حقه ، ثم قال له : إن هذا الرجل
قد أحضرك ليهتكك ويضع منك ، فلا تقر له أنك شربت نبيذاً قط .
فقال له موسى : فإذا كان دعاني لهذا فما
حيلتي ؟ قال : فلا تضع من قدرك ولا تفعل ، فإنما أراد هتكك ، فأبى عليه ، فكرر عليه . فلما رأى أنه لا يجيب قال : أما
إن هذا مجلس لا تجمع أنت وهو عليه أبداً !
فأقام ثلاث سنين ، يبكر كل يوم فيقال له
: قد تشاغل اليوم فَرُحْ فَيروح . فيقال : قد سكر فبكِّر ، فيبكر . فيقال :
شرب دواءً ! فما زال على هذا ثلاث سنين حتى قتل المتوكل ، ولم يجتمع معه
عليه » .
أقول : لما رأى الإمام عليهالسلام إصرار أخيه على
المنكر ، وعلى إعطاء المتوكل مبرراً للطعن بإمامة العترة النبوية عليهمالسلام
، دعا عليه بأن لا يلتقي بالمتوكل أبداً ، وهو يعلم أن الله تعالى لا يردُّ
له طلبة ، فأخبره بأنه لن يجتمع مع صاحبه الخليفة الخمَّار
أبداً !
هذا ، وقد روي أن موسى المبرقع تاب بعد
ذلك وأناب واستقام . وله ذرية كثيرة ، وفيهم أبرار وعلماء أجلاء .
٤.
يتفاءل المتوكل بنفسه ويتشاءم بالإمام عليهالسلام :
« عن فارس بن حاتم بن ماهويه قال : بعث
يوماً المتوكل إلى سيدنا أبي الحسن عليهالسلام
أن اركب وأخرج معنا إلى الصيد لنتبرك بك ، فقال للرسول : قل له إني راكب ،
فلما خرج الرسول قال لنا : كذب ، ما يريد إلا غير ما قال ! قالا : قلنا :
يا