فهو الذي دَبَّر له
الخلافة أصلاً ، وأجبر العباس بن المأمون على خلع نفسه وبيعة عمه المعتصم ، ثم سجنه القاضي وقتله !
وقد أقنع ابن دؤاد المعتصمَ بأن لا يقع
في خطأ المأمون في الإمام الجواد فيعترف بإمامة ابنه الهادي عليهماالسلام
، بل عليه أن ينكر إمامته ويعمل للتخلص منه !
الإمام
الهادي عليهالسلام عرف بشهادة أبيه في
بغداد
أحضر المعتصم الإمام الجواد عليهالسلام سنة ٢٢٠
، الى بغداد ، وسَمَّهُ بواسطة زوجته بنت المأمون ! وكان الإمام الهادي في
المدينة ، فَعَرَفَ بقتل أبيه وعمره سبع سنين
وأخبر أهله وأمرهم بإقامة المأتم ، وذهب بنحو الإعجاز الرباني الى بغداد
لتجهيز جنازة أبيه والصلاة عليه ، ورجع الى المدينة في ذلك اليوم !
روى
في الكافي« ١ / ٣٨١ »
: « عن هارون بن الفضل قال : رأيت أبا الحسن علي بن محمد في اليوم الذي توفي فيه أبوجعفر عليهالسلام
فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، مضى أبو جعفر ! فقيل له : وكيف عرفت ؟ قال : لأنه تداخلني ذِلَّةٌ للهِ لم أكن أعرفها
» .
وفي
إثبات الإمامة / ٢٢١ :
« بينا أبوالحسن جالسٌ مع مؤدِّب له يكنى أبا زكريا ، وأبوجعفر عندنا أنه
ببغداد ، وأبوالحسن يقرأ من اللوح إلى مؤدبه ، إذ بكى بكاءً شديداً فسأله
المؤدب : ممَّ بكاؤك ؟ فلم يجبه . فقال : إئذن لي بالدخول فأذن له ، فارتفع
الصِّياح والبكاء من منزله ، ثم خرج إلينا فسألنا عن البكاء ، فقال : إن
أبي قد توفي الساعة ! فقلنا : بما علمت ؟ قال : دخلني من إجلال الله ما لم
أكن أعرفه قبل ذلك ، فعلمت أنه قد مضى .