الظاهر ، كأحمد بن
هارون الرشيد السبتي ، وكأبي يزيد البسطامي . وأكثر الأقطاب لا حكم لهم في الظاهر » !
أقول
: لا بد أن ابن عربي قرأ سيرة المتوكل من
تاريخ الطبري وأمثاله ، وقرأ عن فسقه وخمره ، وقرأ عن تخنثه ونصبه ، لكنه
أصيب بعمى التقرب لمحبيه ، فجعله كبير أولياء الله تعالى ! وكفى بذلك طعناً
في مبدئية ابن عربي وفكره !
كيف
كان المتوكل يدير الدولة ؟
كان النمط السائد للإدارة في العالم :
أن الملك هو المقاول الأكبر ، فيختار وزيره الأول لينفذ أوامره ، ويجبي
الماليات من الحكام . ثم يختار حكام الولايات ، ويتفق مع الواحد منهم على
المبلغ السنوي عن المنطقة التي تحت يده .
فالمسألة الأولى في الحكم هي الماليات
التي تصل الى الحاكم الصغير ثم الكبير . قال
الطبري « ٧ / ٣٨٤ » :
« كان انقطاع الحسن بن مخلد وموسى بن عبد الملك إلى عبيد الله بن يحيى بن
خاقان وهو وزير المتوكل ، وكانا يحملان إليه كل ما يأمرهما به ، وكان الحسن
بن مخلد على ديوان الضياع ، وموسى على ديوان الخراج ، فكتب نجاح بن سلمة
رقعة إلى المتوكل في الحسن وموسى ، يذكر أنهما قد خانا وقصرا فيما هما
بسبيله ، وأنه يستخرج منهما أربعين ألف ألف درهم !
فأدناه المتوكل وشاربه تلك العشية وقال
: يا نجاح ، خذل الله من يخذلك فبكر إليَّ غداً حتى أدفعهما إليك ، فغدا
وقد رتب أصحابه وقال : يا فلان خذ أنت الحسن ، ويا فلان خذ أنت موسى ، فغدا
نجاح إلى المتوكل فلقي عبيد الله وقد