قال : فتأدّى الخبر إلى علي بن جعفر ،
فكتب إلى أبي الحسن عليهالسلام
: يا سيدي اللهَ اللهَ فيَّ فقد والله خفتُ أن أرتاب ، فوقَّع عليهالسلام
في رقعته : أما إذا بلغ بك الأمر ما أرى فسأقصد الله فيك . وكان هذا في
ليلة الجمعة ، فأصبح المتوكل محموماً فازدادت علته حتى صُرخ عليه يوم
الإثنين ، فأمر بتخلية كل محبوس عُرض عليه إسمه حتى ذكر هو علي بن جعفر
فقال لعبيد الله : لِمَ لم تعرض عليَّ أمره ؟فقال : لا
أعود إلى ذكره أبداً . قال : خل سبيله الساعة ، وسله أن يجعلني في حل ،
فخلى سبيله وصار إلى مكة بأمر أبي الحسن عليهالسلام
فجاور بها ، وبرأ المتوكل من علته » .
١٢.
قصة زينب الكذابة :
روى
في الخرائج « ١ / ٤٠٤ » عن أبي هاشم الجعفري
قال : « ظهرت في أيام المتوكل امرأة تدعي أنها زينب بنت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ! فقال لها المتوكل
: أنت امرأة شابة ، وقد مضى من وقت وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله ما مضى من السنين .
فقالت : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله مسح على رأسي وسأل
الله أن يرد علي شبابي في كل أربعين سنة ، ولم أظهر للناس إلى هذه الغاية ، فلحقتني الحاجة فصرت إليهم .
فدعا
المتوكل كل مشايخ آل أبي طالب ، وولد العباس وقريش فعرفهم حالها . فروى
جماعة وفاة زينب في سنة كذا ، فقال لها : ما تقولين في هذه الرواية ؟ فقالت
: كذب وزور ، فإن أمري كان مستوراً عن الناس ، فلم يعرف لي حياة ولا موت .
فقال لهم المتوكل : هل عندكم حجة على هذه المرأة غير هذه الرواية ؟ قالوا :
لا . قال : أنا
برئ من العباس إن لا أنزلها عما ادعت إلا بحجة تلزمها . قالوا : فأحضر ابن
الرضا فلعل
عنده شيئاً من الحجة غير ما عندنا .