فبينا نحن كذلك إذ رأيت البيت بما عليه
من الستائر والديباج والقَباطي ، قد أقبل ماراً على الأرض ، يسير حتى عبر
الجسر ، من الجانب الغربي الى الجانب الشرقي ، والناس يطوفون به وبين يديه
حتى دخل دار خزيمة ، وهي التي آخر من ملكها بعد عبيد الله بن عبد الله بن
طاهر القمي ، وأبوبكر الفتى بن أخت إسماعيل بن بلبل بدر الكبير الطولوي ،
المعروف بالحمامي ، فإنه أقطعها .
فلما كان بعد أيام خرجت في حاجة ، حتى
انتهيت الى الجسر ، فرأيت الناس مجتمعين وهم يقولون : قد قدم ابن الرضا من
المدينة ، فرأيته قد عبر من الجسر على شهري تحته كبير ، يسير عليه المسير
رفيقاً ، والناس بين يديه وخلفه ، وجاء حتى دخل دار خزيمة بن حازم ، فعلمت
أنه تأويل الرؤيا التي رأيتها .
ثم خرج الى سر من رأى فتلقاه جملة من
أصحاب المتوكل حتى دخل إليهم ، فأعظمه وأكرمه ومهد له . ثم انصرف عنه الى دار أعدت له وأقام بسر من رأى » .
أقول
: يدلك هذا على علاقة الناس العقائدية
العميقة بالإمام الهادي عليهالسلام
، فالبزاز هذا من علماء العامة ، وقد رأى هذا المنام عن الإمام عليهالسلام .
٨.
عرف الإمام عليهالسلام ما في ضميره فاستبصر :
في
إثبات الوصية « ١ / ٢٣٧ » :
« وروى احمد بن محمد بن قابنداذ الكاتب الإسكافي قال : تقلدت ديار ربيعة
وديار مضر ، فخرجت وأقمت بنصيبين ، وقلدت عمالي وأنفذتهم الى نواحي أعمالي ،
وتقدمت أن يحمل اليَّ كل واحد منهم كل من يجده في عمله ممن له مذهب ، فكان
يردُ علي في اليوم الواحدُ والإثنان والجماعة منهم ،