فداك لقد ادعى أبو
الخطاب وأصحابه فيك أمراً عظيماً ! إنه لبى : لبيتُك جعفر لبيك معراج !
وزعم أصحابه أن أبا الخطاب أسريَ به إليك ، فلما هبط إلى الأرض من ذلك دعا
إليك ، ولذلك لبى بك !
قال : فرأيت أبا عبد الله عليهالسلام قد
أرسل دمعته من
حماليق عينيه وهو يقول : يا رب برئت إليك مما ادعى فيَّ الأجدع عبد بني أسد
! خشع لك شعري وبشرى ، عبدٌ لك ابن عبد لك ، خاضع ذليل . ثم أطرق ساعة في
الأرض كأنه يناجي شيئاً ثم رفع رأسه وهو يقول : أجل أجل ، عبدٌ خاضعٌ خاشعٌ
ذليلٌ لربه ، صاغرٌ راغمٌ ، من ربه خائف وجل . لي والله ربٌّ أعبده لا
أشرك به شيئاً !
ماله أخزاه الله وأرعبه ، ولا آمن روعته
يوم القيامة . ما كانت تلبية الأنبياء هكذا ولا تلبية الرسل ، إنما لبيتُ : بلبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك » !
وفي
رجال الطوسي « ٢ / ٥٨٤ » :
« ثم قال : على أبي الخطاب لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، فأشهد
بالله أنه كافرٌ فاسقٌ مشرك . وأنه يحشر مع فرعون في أشد العذاب غدواً
وعشياً ، ثم قال : أما والله إني لأنفس على أجساد أُصْلِيَتْ معه النار » .
موقف
الإمام الكاظم عليهالسلام من الذين ألَّهُوه
ففي
رجال الطوسي « ٢ / ٥٨٧ » :
« فقال يحيى : جعلت فداك إنهم يزعمون أنك تعلم الغيب ؟ فقال : سبحان الله
سبحان الله ، ضع يدك على رأسي ، فوالله ما بقيت في جسدي شعرة ولا في رأسي
إلا قامت ! قال ثم قال : لا والله ، ما هي إلا وراثة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
» .