ويضحك ! ففعل ذلك
يوماً والمنتصر حاضر ، فأومأ إلى عبادة يتهدده فسكت خوفاً منه ، فقال
المتوكل ما حالك ؟ فقام وأخبره ، فقال المنتصر : يا أمير
المؤمنين إن الذي يحكيه هذا الكلب ويضحك منه الناس هو ابن عمك ، وشيخ أهل
بيتك وبه فخرك ! فكل أنت لحمه إذا شئت ، ولا تطعم هذا الكلب وأمثاله منه !
فقال المتوكل للمغنين : غنوا جميعاً :
غَارَ الفَتَى لابن عَمِّهْ
رأسُ الفَتى في حَرِ أمِّهْ » !
وقد روى ذلك عامة المؤرخين ، وتقدم في
ترجمة المتوكل .
وكذلك تبني المتوكل للتجسيم ، قال الخطيب في تاريخ
بغداد « ١٠ / ٦٧ » :
« حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال : سنة أربع وثلاثين ومائتين ، فيها
أشخص المتوكل الفقهاء والمحدثين ، فكان فيهم مصعب الزبيري ، وإسحاق بن أبي
إسرائيل ، وإبراهيم بن عبد الله الهروي ، وعبد الله وعثمان ابنا محمد بن
أبي شيبة الكوفيان وهما من بني عبس ، وكانا من حفاظ الناس . فقسمت بينهم
الجوائز وأجريت عليهم الأرزاق ، وأمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس ، وأن
يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد على المعتزلة والجهمية ، وأن يحدثوا
بالأحاديث في الرؤية !
فجلس عثمان بن محمد بن أبي شيبة في
مدينة أبي جعفر المنصور ، ووضع له منبر واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفاً من
الناس . فأخبرني حامد بن العباس أنه كتب عن عثمان بن أبي شيبة . وجلس
أبوبكر بن أبي شيبة في مسجد الرصافة ، وكان أشد تقدماً من أخيه عثمان ،
واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفاً » .