اتفق المؤرخون على أن المأمون أعلم
الخلفاء العباسيين والأمويين . وقد ورد وصفه في حديث اللوح الذي أهداه الله تعالى الى الزهراء عليهاالسلام ، وفيه أسماء الأئمة
من أبنائها عليهمالسلام
، فقال عن الثامن منهم : « يقتله عفريت مستكبر ، يدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح « ذوالقرنين »
إلى جنب شر خلقي . حقَّ القولُ مني لأسرِّنَّهُ بمحمد ابنه ، وخليفته من بعده ووارث علمه » . « الكافي : ١ / ٥٢٧ »
.
أما مسألة أن القرآن مخلوق أو غير مخلوق
، فأخذها المأمون من متكلمي المسلمين قبله ، ورفعها شعاراً فقال : من قال
إنه غير مخلوق فمعناه أنه قديمٌ مع الله تعالى فيكون شريكاً لله ، أو يكون
كلام الله جزءً منه فيكون الله مركباً .
وهذا يخالف قوله تعالى : وَمَا
يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ
مُعْرِضِينَ .
وبدأ المأمون في سنة ٢١٢ بامتحان
العلماء والمحدثين ، فكان يحبس من لم يقل إن القرآن مخلوق ، ويُحَرِّم عليه أن يكون قاضياً ، أو موظفاً في الدولة .
واستمر الإمتحان عشرين سنة في زمن
المأمون والمعتصم والواثق ، حتى تولى المتوكل سنة ٢٣٢ فأوقفه ، وتعصب للرأي
الآخر ، وقال إن القرآن قديمٌ غير مخلوق ، وتبنى أحاديث رؤية الله تعالى
بالعين .