قالوا : حبس هو وثلاثة ، فمات أحدهم في
الطريق ، ومات الثاني في السجن بعد عشر سنين ، وقتل الثالث بعد سجنه بأكثر
من عشر سنين ، وعفوا عن أحمد ، فأحيا الله الدين بمن أطلقوه ، وليس بمن
قتلوه ، ولا بمن مات في السجن !
ولن تستطيع معرفة كيف صار ابن حنبل أعظم
شخص في الأمة بعد النبي صلىاللهعليهوآله
!
قال
أبو يعلى في طبقات الحنابلة «
١ / ١٣ و ٢٢٧ »
: « قال علي بن المديني : أيد الله هذا الدين برجلين لا ثالث لهما :
أبوبكر الصديق يوم الردة ، وأحمد بن حنبل في يوم المحنة ! ما قام أحد بأمر
الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قام أحمد بن حنبل . قال قلت
له : يا أبا الحسن ولا أبوبكر الصديق ؟ قال : ولا أبوبكر الصديق ، لأن أبا
بكر الصديق كان له أعوان وأصحاب ، وأحمد بن حنبل لم يكن له أعوان ولا أصحاب
» !
وقال
ابن كثير في النهاية «
١٠ / ٣٦٩ »
: « قال البخاري : لما ضُرب أحمد بن حنبل
كنا بالبصرة ، فسمعت أبا الوليد الطيالسي يقول : لو كان أحمد في بني
إسرائيل لكان أحدوثة . وقال إسماعيل بن الخليل : لو كان أحمد في بني
إسرائيل لكان نبياً » .
وصادروا
لأحمد صفات أئمة الشيعة فقال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي :
« أحمد بن حنبل حجة بين الله وبين عبيده في أرضه » ! « تاريخ بغداد : ٥ /
١٨٣ » .
٢.
قصة المحنة كما يسمونها :
أن المأمون أمر بإرسال المحدثين الذين لم يقبلوا أن القرآن مخلوق ، اليه الى طرسوس ، فأرسلوا اليه من بغداد أربعة : أحمد بن حنبل ،