وقد تصاعد هذا الجو حتى جاءت قوة آل
بُويَه العسكرية الشيعية مقابل القوة التركية العباسية ، وسيطر البويهيون على بغداد سنة ٣٢٠
هجرية ، وصار الخليفة العباسي بيدهم . وكان ذلك بعد ثمانين عاماً من هدم قبر الحسين عليهالسلام . واستمر حكم البويهيين الشيعة أكثر من قرن حتى نشأت قوة الأتراك السلاجقة ، فسيطروا على بغداد سنة ٤٤٧
، وعاد الخليفة العباسي الى أيدي الأتراك السنة .
الموجة
الشعبية المؤيدة للإمام الهادي عليهالسلام
اتفق المؤرخون على ثلاث ظواهر حدثت في
الأمة بسبب هدم المتوكل لقبر الحسين عليهالسلام
، وكلها تدل على تعاطف الناس مع العلويين والإمام الهادي عليهالسلام !
أولاها
: أن شتم المتوكل كتب على جدران بغداد ،
وقد ذكر ذلك عامة المؤرخين ولم يذكروا نص هذه الشتائم ، ولا أن الدولة استطاعت أن تعاقب عليها .
قال
السيوطي في تاريخ الخلفاء /
٣٧٤
: « أمر بهدم قبر الحسين ، وهدم ما حوله
من الدور ، وأن يعمل مزارع ، ومنع الناس من زيارته وخُرِّبَ وبقيَ صحراء .
وكان المتوكل معروفاً بالتعصب فتألم المسلمون من ذلك ، وكتب أهل بغداد شتمه
على الحيطان والمساجد ، وهجاه الشعراء ، فمما قيل في ذلك .. » .
وقال
الذهبي في تاريخه : ١٧
/ ١٨
: « أمر المتوكل بهدم قبر السيد الحسين
بن علي رضي الله عنهما ، وهدم ما حوله من الدور ، وأن تعمل مزارع . ومنع
الناس من زيارته وحُرث وبقي صحراء ! وكان معروفاً بالنصب ، فتألم المسلمون
لذلك ، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد ، وهجاه الشعراء ، دعبل
وغيره » .