عاش الإمام الهادي عليهالسلام في خلافة المتوكل
وابنه المنتصر ، ثم في خلافة المستعين والمعتز ، الذي ارتكب جريمة قَتْل الإمام عليهالسلام
بالسم ، وذلك في الثالث من رجب سنة ٢٥٤ ، هجرية .
وقد ضيق المعتصم على الإمام عليهالسلام ، ثم شدَّد عليه
المتوكل في أول خلافته وأحضره الى سامراء ، وحاول قتله فلم يجد حجة ، فعاد الإمام عليهالسلام الى المدينة .
ثم أحضره المتوكل ثانيةً ، وفرض عليه
الإقامة في سامراء ، واضطهد كل بني هاشم ، وأفقرهم ، وقتلهم ، وشردهم . وهدم قبر الحسين عليهالسلام
ومنع من زيارته . فنقم عليه المسلمون ، حتى كتبوا شتمه على جدران البيوت في
بغداد . وثار عليه الأتراك وقتلوه ، وولوا ابنه المنتصر فحكم شهوراً ، ثم
قتله الأتراك .
ومن يومها صار الأتراك القوة الأولى
التي تنصب الخليفة وتعزله ! حتى جاء البويهوين الفرس بعد نحو قرن ، وحلوا محلهم !
قال
اليعقوبي في البلدان «
١ / ١٦ »
يصف حكم خمسة خلفاء عباسيين في بضع سنوات :
« مات المنتصر بسر من رأى في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين .
ووليَ المستعين أحمد بن محمد بن المعتصم ، فأقام بسر من رأى سنتين وثمانية
أشهر ، حتى اضطربت أموره فانحدر إلى بغداد في المحرم سنة إحدى وخمسين
ومائتين ، فأقام بها يحارب أصحاب المعتز سنة كاملة ، والمعتز بسر من رأى
معه الأتراك وسائر الموالي . ثم خُلع المستعين ووليَ المعتز ، فأقام بها
حتى قتل ثلاث سنين