أقول
: العجب من بعض الرواة كالذهبي والسيوطي
، حيث ذموا الحارث بن أبي الليث وجعلوه جهمياً ، ظالماً آكلاً أموال الناس ،
وإنما ذنبه أنه خالف هوى المتوكل في بعض أحكامه ، فغضب عليه المتوكل ،
وقلده الرواة !
قال
الذهبي في سيره « ٩ / ٤٤٦ »
: « وبعث المتوكل إلى نائبه بمصر فحلق لحية قاضي القضاة محمد بن أبي الليث
وضربه ، وطوف به على حمار في رمضان وسجن ، وكان ظلوماً جهمياً ، ثم ولي
القضاء الحارث بن مسكين ، فكان يضربه كل حين عشرين سوطاً ليؤدي ما وجب عليه
، فإنا لله » .
وقال ابن حجر : « فكانوا يحضرون محمد بن
أبي الليث كل يوم بين يدي الحارث ، فيضربه عشرين سوطاً ، ليخرج عما يجب
عليه من الحقوق ، فأقام على ذلك أياماً ثم أشير عليه بتركه . وقيل له إنه
لا ينبغي للقاضي فعل ذلك لقبحه ، فصرفه » .
وواصل المتوكل اضطهاد ابن أبي الليث ،
فصادر أمواله وأموال أقاربه ، ولو كانت مهمة لذكروها . وحمله الى بغداد ومات فيها سنة ٢٥٥
. « تاريخ بغداد « ٢ / ٢٩١ »
.
واضطهد
أحد تجار بغداد
وذكر الطبري في تاريخه قصة وجيه في
بغداد ، قتله المتوكل بتهمة شتم الشيخين ، والمرجح أنه كان معارضاً للمتوكل أو محباً لأهل البيت عليهمالسلام ، فقد كانت قصته بعد غضب أهل بغداد لهدم قبر الحسين عليهالسلام
وكتابتهم شتم المتوكل على الجدران ، فيظهر أن السلطة دبرت له هذه التهمة ، وقتله الخليفة هذه القتلة !