ولذلك اختار المعتصم سياسة أبيه الرشيد
، فقتل الإمام الجواد عليهالسلام
وأنكر أن يكون ابنه الهادي عليهالسلام
مثله ، أوتي العلم والحكمة صبياً .
وفي نفس الوقت أظهر أنه يحفظ حق الرحم
مع النبي صلىاللهعليهوآله
في عترته ، فأمر أن يكون الإمام الهادي عليهالسلام
في بيتهم خارج المدينة ، ووكل به والي المدينة ، واختار له الجنيدي كمعلم في الظاهر ، وأعطاه المفتاح ليغلق الباب يومياً على الإمام عليهالسلام فلا يصل اليه شيعته القائلون بإمامته !
استبصر
« معلمه » الجنيدي وثبت على الإيمان
راوي خبر الجنيدي ، هو محمد بن سعيد ،
وهو ابن غزوان الأزدي ، روى عنه الكليني والصدوق والمسعودي وغيرهم ، وذكره النجاشي / ٣٧٢
في مصنفي الشيعة ، قال : « محمد بن سعيد بن غزوان : له كتاب . قال ابن نوح :
أخبرنا محمد بن أحمد بن داود قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عثمان الآجري ،
عن غزوان بن محمد الأزدي ، عن أبيه محمد بن سعيد بن غزوان بكتابه » .
وهذا كاف في توثيقه ، كما قال الميرزا
جواد التبريزي « تنقيح مباني العروة
: ٧ / ٢٦٢ » .
وأبوعبد الله الجنيدي الذي عينه المعتصم
معلماً للإمام الهادي عليهالسلام
غير الفقيه المعروف محمد بن أحمد بن الجنيد ، وغير الجنيد بن محمد البغدادي الصوفي المشهور ، وغير الجنيدي الذي ترجم له السمعاني « ٢ / ٩٩ »
، فقال : « وأبوعبد الله بن الجنيد الإسكاف كان يتكلم بكلام الجنيد بن محمد
البغدادي كثيراً فلقب به » . فالجنيد والجنيدي متعددٌ في مصادر التاريخ
والرواة .
والظاهر أن الجنيدي هذا قد تشيع على يد
الإمام الهادي عليهالسلام
، وثبت على تشيعه وسكن بغداد ، وأنه هو الذي ذكره الصدوق في كمال الدين /
٤٤٢ ، فيمن رأى