[١] ذكرنا ذلك فيما
سبق في حياة الامام الرضا عليهالسلام
وشهادته ، وذكرنا ان الامام الجواد عليهالسلام
قد حضر اباه الرضا عليهالسلام
قبل وفاته ، ثم اشرف بعد ذلك على تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ، كما عليه الرواية
المشهورة ، وبهذا الصدد ورد في عيون اخبار الرضا للصدوق بسند متصل الى ابي الصلت
الهروي قال :
«لما سم الامام الرضا عليهالسلام ودخل داره وهو مغطي الرأس مكثت واقفاً
في صحن الدار مهموماً محزوناً ، فبينما انا كذلك اذ دخل عليَّ شاب حسن الوجه قطط
الشعر أشبه الناس بالرضا عليهالسلام
فبادرت اليه وقت له : من اين دخلت والباب مغلق؟ فقال : الذي جاء بي من المدينة في
هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق ، فقلت له : من أنت؟ فقال لي : انا
حجة الله عليك يا ابا الصلت ، انا محمد بن علي ، ثم مضى نحو ابيه الرضا عليهالسلام فدخل وامرني بالدخول معه ، فلما نظر
اليه الرضا عليهالسلام
وثب اليه وعانقه وضمه الى صدره وقبله ما بين عينيه ثم سحبه الى فراشه واخذ يساره
بشيء لم افهمه ، ثم قال ابوب الصلت : فلما مضى الرضا ـ اي توفي ـ قال ابو جعفر : قم
يا ابا الصلت واتني بالمغتسل والماء من الخزانة ، فقلت له : ما في الخزانة مغتسل
وماء ، فقال عليهالسلام
: انته الى ما امرك به؟
فدخلت الخزانة فاذا فيه مغتسل وماء
فاخرجته وشمرت لأغسّله معه فقال لي : تنحَ يا ابن الصلت فان لي من يعنني غيرك ، فغسله
فقال عليهالسلام : قم فان في الخزانة
تابوتاً ، فدخلت ووجدت تابوتا لم اره قط ، فأتيته به فأخذه عليهالسلام ووضع اباه ثم صلى عليه وسرعان ما اختفى
عليهالسلام. عيون اخبار الرضا ٢
/ ٢٥٣.
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 595