[١] تواترتْ أخبار
دولة بني العباس ، ولا سيما أيام المنصور العباسي فيما فعلتهُ بالناس من الظلم ، والجور
، والقتل ، والتشريد ، ولا سيما في حق آل أبي طالب عليهالسلام
فقد ذكر السيوطي في ترجمة المنصور : وكان المنصور فحلُ بني العباس وفيه طغيان
وجبروت حيث قتل خلْقاً كثيراً حتى استقام ملكه. تاريخ الخلفاء / ٢٥٩.
وأخرج السيوطي ايضاً ن عبد الصمد بن علي
أنه قال : قلت للمنصور : لقد هجمتَ على آل ابي طالب كأنك لم تسمعْ بالعفو وصلة
الرحم! فقال لي : إن آل أبي طالب لم تُغمد سيوفهم طوال الدهر ، وقد رأونا بالامس
سوقةً واليوم خلفاء ، فلا تتمهدْ هيبتنا في صدورهم ويستقم سلطاننا إلّا باستعمال
العقوبة معهم. تاريخ الخلفاء / ٢٦٧.
وذكر الشيخ عباس القمّي : وإجمالاً فقد
كان المنصور رجلاً دموياً فتّاكاً نصب للامام الصادق عليهالسلام اشدّ العداوة حتى استدعاه مراراً
ليبطشَ به أو كاد ، وأخيراً دسّ له السمّ ومضى عليهالسلام شهيداً مظلوماً.
وخيرُ ما نتمّم به حديثنا في هذا المجال
ما ذكره د. حسين فاضل العاني : لقد خلّف المنصور لولده المهدي من بعده خَزانة
مملوءة من رؤوس العلويين. سياسية أبي جعفر المنصور / ٢٩.
وكم عانى أمامنا من ظلم هذه الطاغية
وكثرة مراقبته له ، والتشديد عليه من قبل جلاوزته ، حتى كان عليهالسلام يعمل هو وأصحابه بمبدأ التقية ، وهو
القائل : «التقية ديني ودين آبائي» والتقية استعمال الحكمة في مواجهة الإخطار
حفظاً للنفس الحاملة للعقيدة والمبدأ ، وكان عليهالسلام
قد نجا مراراً من بطشه بفضل لطف الله سبحانه ، وهكذا وبعد أن حمله مُكرهاً من بلد
آبائه وأجداده الى بغداد ، وبعد عذابات القتل والتشريد التي رآها الإمام عليهالسلام في أهل بيته وابناء عمومته سقط عليهالسلام تحت رحمة هذا الطاغية ليُسقيه سُماً
زُعاقاً ليلتحق بعد ذلك بآبائه وأجداده شهيداً مظلوماً.
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 425