[١] نقل أرباب السير
واهل التاريخ في طبقات الرجال وتراجمهم أن الإمام الصادق عليهالسلام كان قبلة لأهل العلم
على اختلاف مشاربهم ، ولا سيما أهل المذاهب سواءً الباقية منها أو المنقرضة ، ومن
الذين تتلمذوا على يديه هم : مالك بن أنس بن مالك الاصبحي ، صاحب المذهب المالكي ،
والذي عُرف بكتابه «الموطأ» وابن جريج ، واسماعيل ، ومن اشهرهم محمد بن إدريس
الشافعي ؛ إمام المذهب الشافعي ، والذي عرف بميله الى اهل البيت عليهمالسلام حسب ما ورد الينا في
اقواله وأشعاره ، واليك هذه الابيات الشعرية الشهيرة التي انشدها الشافعي حيث يقول
:
يا
أهل بيت رسول الله حبكم
فرضٌ
من الله في القرآن أنزله
كفاكم
من عظيم الشأن أنكم
من
لم يصل عليكم لا صلاة له
وممن تتلمذ على يده عليهالسلام أبو حنيفة النعمان صاحب المذهب الحنفي
، حيث أخذ منه قرابة عامين من الزمان علم الفقه وشيئاً من الاداب ، حتى نقل عنه
قول : «لو لا السنتان لهلك النعمان». وله مع الإمام وتلاميذه جملة من المناظرات
والاحتجاجات نقلتها الكتب المُعتبرة. وما يُنقل في هذا المجال ما ذكره السيد حامد
حسين اللكنهوري حيث جاء قال : جاء رجل الى أبي حنيفة وقال له : توفي أخي وأوصى
بثلث ماله لإمام المسلمين فالى مَنْ ادفعه؟ فقال أبو حنيفة : هل أمرك بهذا السؤال
أبو جعفر الدوانيقي؟ فحلف الرجلُ كذباً انه ما أمره بهذا السؤال ، فقال أبو حنيفة
: ادفع الثلث الى جعفر بن محمد الصادق فانه هو الإمام الحق. عبقات الأنوار ١٠ / ٢٢.
وهذه شهادة صريحة من الإمام أبي حنيفة
بأحقية الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام
بالإمامة العامة على الناس. وممن أخذ عنه عليهالسلام
أحمد بن حنبل ، حيث روى الكثير عنه في مسند أحمد وممّن أخذ عنه عمّه زيد بن الإمام
الباقر والمعروف بـ «زيد الشهيد».
وبالجملة فقد كان دوحة للعلوم والمعارف
من حديث ، او فقه ، او تفسير ، بحيث قصده البعيد والقريب ، والموالي والمُخالف
لينهلَ من بحر علمه ، حتى صار عليهالسلام
علماً بارزاً يعترفُ به أهل الشرق والغرب ، وقد جاء في كتاب تاريخ العرب لمير علي
قوله :
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 410