وجمعوا الأموال للسلاح
والفتح والجهاد والكفاح
ودام نظم أمرهم أعواما
أربعة من قبل أن تقاما
ثورتهم في بقعة النخيله
فجيشهم فيها أعد خيله
كان لهم أربعة آلاف
لم يرهبوا الموت ولم يخافوا
وانطلقوا لمصرع الحسين
والكل منهم دامع العينين
فأعلنوا توبتهم للباري
وطلبوا الغفران بانكسار
ظلوا ثلاثاً في طفوف كربلا
من قبل أن ثورتهم تشتعلا
ساروا على اسم الله للجهاد
ليقطعوا الوادي بعد الوادي
يقدمهم فيها «ابن عوف الشاعر»
مرتجزاً بشعره يجاهر
«خرجن يلمعن بنا إرسالا
عوابساً يحملننا أبطالا
نريد أن نلقي بها الأقيالا
القاسطين الغدّر الضّلالا
وقد رفضن الولد والأموالا
والخفرات البيض والحجالا
نرضي به ذا النعم المفضالا»
قد قالها ما أحسن المقالا
فوصلوا صبحاً «لعين الورده»
فيها «عبيد الله» لمّ جنده
فالتحم الجيشان في بساله
والكل منهم ناله ما ناله
فاستشهد ابن صرد الخزاعي
وهو صحابي بلا نزاع
وبعده المسيب بن نجبه
لاقى على درب الحسين ربّه
واستشهد الباقون في القتال
من بعد يوم شرس النزال
وقفل القلة نحو الكوفه
جرحى من المعركة المخوفه
* * *