responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي    جلد : 1  صفحه : 329

فوثبوا بابن أبي سفيان

عثمان أقبح فيه من عثمان

مخرباً ومفسداً في البلد

يسلب من أموالهم ويعتدي

فرّ إلى الإمام كي يحميه

فضمّ أهله إلى أهليه

وذاك ما لم ينكر الأعداء

من فضل من تعرفه السّماء

أصبحت المدينة المجلله

في يد عبد الله وابن حنظله

وسارت الأخبار نحو الشام

فخطط الطاغوت لانتقام

أعد جيشاً كي ينال مأربه

يقوده «مسلم بن العقبه»

أوصاه بالسيف وأن تباحا

يثرب أيّاماً وأن يطاحا

بكل رأس يبتغي التمردا

فكل أهل يثرب هم العدا

فزحف الجيش اللئيم غدرا

ومسلم ينشد فيه شعرا


وأمّا الإمام زين العابدين عليه‌السلام فقد ألقي عليه القبض عندما كان عند قبر جدّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يدعو الله ويناجيه وجيء به إلى الطاغية ، فلمّا رآه ارتعدت فرائضه من هيبته وقام إليه تكريماً وقال له : سلني حوائجك ، فأخذ يتشفع بمن حكم عليهم بالموت فأجابه إلى ذلك ، ولم يبايع الإمام ليزيد كما بايع الناس.

وأمر المجرم ابن عقبة بحز رؤوس الشهداء من أبناء يثرب وبعثها إلى الطاغية يزيد بن معاوية فلمّا وضعت بين يديه سرّ بذلك سروراً بالغاً وجعل يتمثل بقول الشاعر ابن الزبعري يوم اُحُد كما هي عادته كلمّا حقّق نصراً على بني هاشم وأحرار الإسلام وثواره :

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل

لأهلّوا واستهلّوا فرحاً

ثمّ قالوا يا يزيد لا تشل

هذه هي نهاية ثورة المدينة أو واقعة الحرة ، فقد كانت من الكوارث المأسوية في حياة المسلمين ، وقد تركت لوعة وحزناً في نفس الإمام زين العابدين عليه‌السلام وهو يرى مدينة جدّه المصطفى وقد عاث يزيد فيها فساداً وتركها ركاماً من الأطلال الموحشة قد ملئت بيوتها بالأسى والثكل والأحزان بعدما كانت واحة غنّاء عامرة بالهدى والنور والعطاء.

نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي    جلد : 1  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست