نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 294
له الإمام السجاد عليهالسلام فصاح به : ويلك
أيّها الخاطب اشتريتَ رضا المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار.
إتّجه الإمام نحو يزيد فقال له : أتاذن
لي أن أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلمات فيهنّ لله رضا ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب
...
فرفض إجابته ، وألحّ عليه الجالسون
بالسماح له ، فردّ عليهم يزيد قائلاً : إن صعد المنبر لم ينزل إلّا بفضيحتي وفضيحة
آل أبي سفيان ، إنّه من أهل بيت قد زقّوا العلم زقا. وأخذوا يلحّون عليه في أن
يسمح في الخطاب ، ولم يجد بداً من إجابتهم فسمح له ، واعتلى الإمام المنبر فخطب
خطاباً رائعاً هيمن فيه على الجالسين ، أبكى العيون واضطرب المجلس وتغيرت الأجواء
لصالح مدرسة أهل البيت عليهمالسلام.
ومن خطابه عليهالسلام قوله : أيّها الناس اُعطينا ستّاً
وفضلنا بسبع ، واُعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة ، والشجاعة والمحبّة في
قلوب المؤمنين ، وفضلنا بأن منّا النبيّ والصدّيق والطيّار وأسد الله رسوله وسيّدة
نساء وسبطي هذه الأمّة ، ومنّا مهديُّها أيُّها الناس مَن عرفني فقد عرفني ومَن لم
يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي ، أيُّها الناس أنا ابن مكة ومنى ، أنا ابن زمزم والصفا
، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الردا ، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى ، وخير مَن
طاف وسعى ، وحجّ ولبّى ، أنا ابن مَن حُمل على البراق وبلغ به جبرئيل سدرة المنتهى
، فكان من ربّه كقاب قوسين أو أدنى ، أنا ابن مَن صلّى بملائكة السماء ، أنا ابن
مَن أوحى إليه الجليل ما أوحى ، أنا ابن مَن ضرب بين يدي رسول الله ببدر وحنين ، ولم
يكفر بالله طرفة عين ، أنا ابن صالح المؤمنين ووارث النبيين ، ويعسوب المسلمين
ونور المجاهدين وقاتل الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين ، ومفرق الأحزاب ، أربطهم
جأشاً ، وأمضاهم عزيمة ، ذاك أبو السبطين الحسن والحسين ، علي بن أبي طالب.
أنا ابن فاطمة الزهراء ، سيّدة النساء ،
وابن خديجة الكبرى ، أنا ابن المرمل بالدماء ، أنا ابن ذبيح كربلاء ، أنا ابن مَن
بكى عليه الجن في الظلماء. وناحت الطير في الهواء.
فلمّا بلغ إلى هذا الموضع ضجّ الناس
بالبكاء وخشي يزيد الفتنة فأمر المؤذن أن يؤذن للصلاة ، فقال المؤذن : الله أكبر ،
قال الإمام : الله أكبر ، جلّ وأعلى وأكرم مما أخاف وأحذر ، فلمّا قال المؤذن : أشهد
أن لا إله إلّا الله ، قال عليهالسلام
: نعم أشهد مع شاهد ألا إله غيره ولا ربّ سواه ، فلمّا قال المؤذن : أشهد أن
محمداً رسول الله ، قال الإمام للمؤذن :
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 294