نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 107
بقي الإمام علي عليهالسلام ما يقرب من ستة أشهر
لا يبايع ، ثم وجد أن الظروف الاسلامية تستدعي منه أن يبايع أبا بكر حفظاً لوحدة
الصف الإٍلامي فبايع على مضض.
بعد وفاة أبي بكر عهد بالخلافة إلى عمر
بن الخطاب ، فصار خليفة بموجب عهد أبي بكر ، وهو الذي عارض بشدة أن يكتب رسول الله
صلىاللهعليهوآله
كتاباُ يؤكد فيه خلافة الإمام علي عليهالسلام
ومنع الرسول من هذه الخطوة بعد اتهامه بأنه يجهر ، في حين أن الرسول لا ينطق عن
الهوى بنص القرآن الكريم.
وعندما حضرت عمر الوفاة عهد بالخلافة
إلى ستة أشخاص ليختاروا من بينهم الخليفة ، وقد كان الإختيار يشير منذ البداية الى
أن الأمر قد زوي عن الإمام علي ، كما صرح بذلك لعمه العباس ، لقد تحدث الإمام علي
عن تلك التجربة في خطبته الرائعة الشقشقية حيث قال عليهالسلام : أما والله لقد تقمّصها فلان وإنه
ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا. ينحدر عني السيل ، ولا يرقى اليّ الطير ، فسدلت
دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا ..
فيا عجباً! بينا هو يستقيلها في حياته
إذ عقدها لآخر بعد وفاته ، لشدّ ما تشطرا ضرعيها ، فصيرها في حوزة خشناء يغلظ
كلمها ويخشن مسها ويكثر العثار فيها ، والإعتذار منها ، فصاحبها كراكب الصعبة ، إن
أشنق لها خرم وإن أسلس لها تقحم ، فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس ، وتلون
واعتراض ، فصبرت على طول المدة وشدة المحنة ، حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة
زعم أني أحدهم فيالله وللشورى متى اعترض الريب فيَّ مع الاول منهم حتى صرت أقرن
الى هذه النظائر .... نهج البلاغة / ٤٩.
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 107