وهو صفوة الصفوة من الاُسوة الباقية من
رسول الله صلى الله عليه وآله في طيب الأخلاق ، ومحاسن الفعال ، وعظيم السجايا ،
مع الأولياء وغير الأولياء.
ففي قضيّة ياقوت الدهّان نقل المحدّث
النوري عن المرحوم الشيخ علي الرشتي تلميذ الميرزا الشيرازي قال : ـ
رجعت مرّة من زيارتي أبي عبد الله عليه
السلام عازماً للنجف الأشرف من طريق الفرات ، فلمّا ركبنا في بعض السفن الصغار
التي كانت بين كربلاء وطويريج ، رأيت أهلها من أهل الحلّة ، ومن طويريج يفترق ،
طريق الحلّة والنجف ، واشتغل الجماعة باللّهو واللّعب والمزاح ، رأيت واحداً منهم
لا يدخل في عملهم ، عليه آثار السكينة والوقار لا يمازح ولا يضاحك ، وكانوا يعيبون
على مذهبه ويقدحون فيه ، ومع ذلك كان شريكاً في أكلهم وشربهم ، فتعجّبت منه إلى أن
وصلنا إلى محلّ كان الماء قليلاً فأخرَجنا صاحب السفينة منها فكنّا نمشي على شاطىء
النهر.
فاتّفق اجتماعي مع هذا الرجل في الطريق
، فسألته عن سبب مجانبته عن أصحابه ، وذمّهم إيّاه ، وقدحهم فيه.